في ذكرى ميلاد مؤسس البهائية، قصة الديانة التي رفضها الإسلام
في مثل هذا اليوم من عام 1817، ولد بهاء الله، مؤسس مايعرف باسم الديانة البهائية التي خرجت من رحم الاضطراب الديني والسياسي في إيران خلال القرن التاسع عشر ورفضها علماء الإسلام فور ظهورها.
من هو بهاء الله ؟
اسمه الحقيقي ميرزا حسين علي النوري، ينتمي إلى أسرة فارسية ثرية عملت في السلك الإداري، وتلقى تعليمه الأولي في بيت والده دون أن يلتحق بمدرسة نظامية، لكنه أبدى اهتمامًا بالفلسفة والتصوف والقرآن.
مع منتصف القرن التاسع عشر، كانت إيران تشهد صعود حركة تسمى البابية أسسها علي محمد الباب الذي ادعى أنه الممهد لمجيء رسول جديد من بعده. وكان بهاء الله أحد أتباع الباب في بداياته.
لكنه بعد إعدام الأخير عام 1850، بدأ يدعي أنه هو الموعود الذي بشر به الباب، ليؤسس بذلك البهائية رسميًا سنة 1863 أثناء نفيه في بغداد، حين أعلن لأتباعه أنه الظهور الإلهي الجديد، واعتبر نفسه مكمّلًا لرسل الله من موسى وعيسى ومحمد، في انحراف صريح عن العقيدة الإسلامية.
ثوابت البهائية
تقوم تعاليم البهائية على فكرة وحدة الأديان ومواكبة الرسالات للعصر، وترفض الحدود الفاصلة بين العقائد، كما تدعو إلى حكومة عالمية ومجتمع موحد بلا دين أو قومية.
اتخذت البهائية موقفًا أقرب إلى الحياد السياسي والدعوة إلى السلام العالمي، لكنها في جوهرها تعيد تشكيل مفهوم الوحي والنبوة بما يناقض الثوابت الإسلامية.
أما موقف الإسلام من البهائية، فكان واضحًا منذ ظهورها. فقد أصدر الأزهر الشريف ومجامع الفقه في العالم الإسلامي بيانات وفتاوى صريحة تؤكد أن البهائية ليست مذهبًا من الإسلام بل خروج كامل عنه، لأنها تقوم على إنكار ختم النبوة الذي نص عليه القرآن الكريم: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين.
كما اعتبرها العلماء امتدادًا لحركات هدفت إلى تفكيك وحدة المسلمين وتشويه العقيدة، خصوصًا في ظل رعاية غربية وإسرائيلية لاحقة لمراكزها حول العالم.
ويرى الباحثون في تاريخ الأديان أن البهائية ولدت في لحظة اضطراب روحي وسياسي في المنطقة، واستفادت من خطاب التجديد والعالمية لتغلف فكرتها بطابع إنساني