فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس يوضح دور الكنيسة في حياة أبنائها من خلال الكلمة والصلاة

البابا تواضروس
البابا تواضروس

أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على الدور المركزي للكنيسة في حياة أبنائها، موضحًا أربع نقاط رئيسية تلخص تأثيرها الروحي والاجتماعي.

أولًا، الكنيسة هي موضع الكلمة المقدسة، فهي المكان الذي يتعلم فيه الإنسان الإنجيل ويعيش وصايا الله ويشهد أعماله باستمرار. 

وذكر قداسته: "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ" (يو ٦: ٦٣)، مؤكدًا أن الإنسان بدون الإنجيل يفتقد الروح والحياة، مستشهدًا أيضًا بقول الكتاب: "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ..." (عب ٤: ١٢)، مشيرًا إلى أن كلمة الله تشكل الإنسان الروحي وتجعله ينتمي للسماء لا للأرض.

ثانيًا، الكنيسة هي محل الصلوات والأسرار المقدسة، فهي المكان الذي تُقام فيه القداسات والصلوات المتنوعة وفق وصية السيد المسيح: "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (لو ١٨: ١)، حيث نصلي بالقلب طوال اليوم. وأشار قداسته إلى أن الصلاة في الكنيسة تشمل القداسات والعشيات والمناسبات، بالإضافة إلى صلوات الأسرة والصلوات الداخلية في القلب، مشددًا على أهمية صلاة "كيريي ليسون" أي "يا رب ارحم" (مز ٥١: ١)، التي تعكس طلب الرحمة من الله، مؤكدًا أن الصلاة والشكر تجلب السعادة للإنسان وتشعره بقيمة سنوات العمر التي منحها الله للعمل والخدمة.

ثالثًا، الكنيسة موضع الصحبة المقدسة، حيث يتمثل ذلك في العلاقة الروحية بين الكاهن وأبناء الكنيسة، فالأبوة هي الصفة التي تجمع الجميع، ويشجع الكاهن أبناء الكنيسة على الحياة الفاضلة، ليكون كل شخص مستحقًا لنصيب في ملكوت السماوات، مشيرًا إلى أن الصلاة الربانية "أبانا" تعكس هذه العلاقة الروحية العميقة.

رابعًا، الكنيسة هي موضع الشفاعة المقدسة، إذ يطلق على الكنيسة أسماء القديسين الذين نتشفع بهم أمام السماء، وعلى رأسهم القديسة العذراء مريم، شفيعة الجنس البشري، إلى جانب باقي القديسين الذين يشفعون لنا ويقودوننا للتواصل مع السماء. وأوضح قداسة البابا أن حياة القديسين المقدسة تشكل نموذجًا يُحتذى به في السعي نحو حياة مليئة بالسلام والقداسة.

واختتم قداسته حديثه مؤكدًا أن الكنيسة تمثل البيت الروحي الذي يجمع بين الكلمة والصلاة والصحبة والشفاعة، وأن كل هذه العناصر تعمل معًا لتقود الإنسان نحو حياة روحية متكاملة وسعادة دائمة.