البابا تواضروس الثاني يشيد بالطفولة ويعتبرها قامة الأبدية
قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: "العمل مع الأطفال ما أجمله، وقامة الطفولة هي قامة الأبدية".
جاء ذلك خلال احتفالية اللجنة المجمعية للطفولة التي أقيمت بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والتي تزامنت مع الاحتفالات بمرور ١٧ قرنًا على مجمع نيقية.
واستقبل كورال من الأطفال قداسة البابا تواضروس الثاني خارج المسرح بتراتيل وألحان كنسية، ثم دخل البهو الخاص بالمسرح يرافقه نيافة الأنبا نوفير أسقف شبين القناطر ومقرر لجنة الطفولة، حيث رتل خورس شمامسة مكون من الأطفال لحن استقبال الأب البطريرك.
كما قدم كورال قيثارة باقة من الترانيم، وتضمن الحفل عرضًا توعويًا للأطفال وأولياء الأمور حول الاستخدام الصحيح للموبايل وتجنب التعامل الخاطئ معه. وألقى نيافة الأنبا نوفير كلمة محبة وشكر قداسة البابا، فيما عرض القس چيروم أنشطة لجنة الطفولة والخطة الاستراتيجية لها.
وشهد الحفل عرض فيلم بعنوان "وكان الكلمة الله" تناول حياة القديس أثناسيوس الرسولي، واختتمت الفقرات بمجموعة متميزة من الترانيم من وحي مجمع نيقية أبرزها ترنيمة مأخوذة من نص قانون الإيمان.
وفي كلمته، شكر قداسة البابا تواضروس الثاني نيافة الأنبا نوفير على الجهد المتميز الذي يبذله وأعضاء لجنة الطفولة، وأثنى على كل فقرات الحفل، مقدمًا إشادته بكل فقرة على حدة.
وفي لفتة أبوية مؤثرة، أهدى قداسة البابا صليب اليد الخاص به للطفل بوليكاربوس ملاك الذي شارك في تقديم فقرات الحفل بطريقة طفولية رائعة، وذلك بعد أن قدم له بوليكاربوس صليبًا خشبيًا كهدية، فكانت مبادلة هدية صليب الأب البطريرك لحظة مميزة أسعدت الحضور.
وتحدث قداسة البابا تواضروس الثاني بكلمات قليلة داعيًا الجميع من آباء أساقفة وكهنة وخدام وكافة الناس إلى التعلم من الأطفال، مؤكدًا أن "كلما تعلمنا من الأطفال نمت في داخلنا قامة الطفل"، مستشهدًا بكلمات السيد المسيح في إنجيل متى: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٣).
وأشار قداسة البابا تواضروس الثاني إلى أن قامة الطفل تتميز بالبساطة والبراءة والنقاوة، وأن قلبه يناجي الله بشكل مستمر، وأن الله يرسل رسائل لنا عن طريق الأطفال.
وفي ختام الحفل، طالب قداسة البابا نيافة الأنبا نوفير بأن تُقام احتفالية مماثلة كل عام في شهر نوفمبر بالتزامن مع أعياد الطفولة، لتستمر رسالة اللجنة المجمعية للطفولة وتعليم الأطفال القيم الروحية والمجتمعية.