إرتباك إثيوبيا في إدارة وتشغيل سد النهضة، وخبراء يكشفون تأثير غلق المفيض على مصر
تسود حالة من التخبط داخل إثيوبيا بشأن إدارة سد النهضة، وظهر ذلك في عملية غلق المفيض العلوي بعد فتحه منذ أيام، ومحاولات تشغيل التوربينات، والتشغيل التجريبي لبعض التوربينات وتوقف عدد أكبر من التوربينات المطلوب تشغيلها، برغم الافتتاح الرسمي للسد،.
غلق بوابة المفيض العلوى وتشغيل تجريبى لأحد التوربينات
وفي إطار عملية التخبط في إدارة وتشغيل سد النهضة، أكد الدكتور عباس شراقي استاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن إثيوبيا أغلقت المفيض العلوي، الذي قامت بتشغيله منذ أيام، وتقوم بعملية تشغيل تجريبي لأحد التوربينات، مضيفًا أن جميع التوربينات بلا عمل منذ افتتاح سد النهضة في 9 سبتمبر الماضي.

وقال الدكتور عباس شراقي، عبر حسابه بالفيس بوك، عن عملية التخبط الإثيوبي في إدارة سد النهضة: "غلق بوابة المفيض العلوى وتشغيل تجريبى لأحد التوربينات، جميع التوربينات بلا عمل منذ افتتاح سد النهضة فى التاسع من سبتمبر الماضى، وبعد مرور أكثر من شهر أظهرت الأقمار الصناعية تشغيل تجريبى لأحد توربينات الجانب الأيمن فى 12 أكتوبر الماضى، وغلق بوابات المفيض، ولم يستمر فى الأيام التالية".
وتابع الدكتور عباس شراقي، فقال: "وسريعًا تم فتح إحدى بوابات المفيض، ويوم 2 نوفمبر 2025 تشغيل تجريبى آخر لأحد توربينات الجانب الأيسر، وغلق بوابة المفيض العلوى كما حدث سابقًا".
يتوقع فتح إثيوبيا للمفيض مرة أخرى حال توقف التوربينات
وتوقع الدكتور عباس شراقي أن تقوم إثيوبيا بفتح بوابة المفيض مرة أخري، فقال: "ومن المتوقع أن تفتح مرة أخرى فى حالة استمرار توقف التوربينات، حيث أن الإيراد الحالى حوالى 120 مليون متر مكعب يوميًا، سوف ينخفض إلى 50 مليون متر مكعب بنهاية الشهر، وهو أعلى من قدرة تشغيل توربين أو اثنين لعدة ساعات يوميًا".

وعن تأثير ذلك التخبط في إدارة سد النهضة على مصر والسودان، قال عباس شراقي: "المياه تأتى للسودان ومصر سواء من التوربينات أو من بوابات المفيض، والسد العالى يستقبل الوارد من سد النهضة والمصادر الأخرى بكفاءة عالية والتخزين فى أحسن حالاته والحمد لله. حفظ الله مصر".
سر غلق إثيوبيا للمفيض وتشغيل عدد أقل من التوربينات
في حين أكد الباحث في الشأن الأفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم أن "التدفق من السد الكارثي يعادل تشغيل 6 توربينات فقط من أصل 13 توربين، وهو أقل مما تعهدت أو أدعت أنها سوف تتعهد به إثيوبيا بشأن تنظيم التدفق للنهر، وتمرير ما يعادل تشغيل 10 توربينات أو أكثر قليلًا، خلال نوفمبر فيما تدعوه تنظيم تدفق النهر بتمرير كميات أعلى من الشهور، التي ينخفض فيها الإيراد".
وعن سر غلق المفيض وتشغيل عدد أقل من التوربينات في سد النهضة، قال هاني إبراهيم: "عمومًا يبدو أن إثيوبيا تحاول الحفاظ على منسوب مرتفع بالسد، أيًا كان السبب عدم جاهزية التوربينات، أو تراجع الطلب لعدم وجود شبكة تستوعب الكهرباء بكمية كبيرة، أو محدودية خط النقل الكهربي، وهذا واضح جدًا في غلق المفيض ثم ارتفاع المنسوب ثم تشغيل المفيض قبل غلقه منذ يومين".