فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

في مثل هذا اليوم.. تأسيس محكمة الشعب لمعاقبة المتهمين في حادث المنشية.. عقدت برئاسة سالم وعضوية السادات والشافعي.. ‏إعدام 6 من أعضاء الإخوان.. عزل محمد نجيب وتولي عبد الناصر القيادة "أبرز النتائج"

هيئة محكمة الشعب
هيئة محكمة الشعب جمال سالم والسادات والشافعى

فى مثل هذا اليوم الأول من نوفمبر عام 1954 تم تأسيس محكمة الشعب برئاسة جمال سالم عضو مجلس قيادة الثورة وعضوية القائمقام أنور السادات ــ عضو اليمين ـــ والبكباشى حسين الشافعى عضو الشمال ــ وقد أسست هذه المحكمة لمحاكمة المتهمين ــ وعددهم 19 ـــ بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر فى حادث عرف بحادث المنشية، وذلك بعد وقوع حادث المنشية ــ 26 أكتوبر ــ بــ أربعة أيام، قرر خلالها رئيس الوزراء ــ وقتئذ جمال عبد الناصر حل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم.

وقع الحادث في 26 أكتوبر 1954، ونجا عبد الناصر لارتدائه القميص الواقي، وقتل الميرغنى حمزة رئيس الخاتمية السودانية، وأصيب من حول الرئيس إصابات طفيفة، تم القبض على المتهمين.

التخطيط للاستيلاء على الحكم 

وتم توجيه اتهامات للجماعة فى قضية حادث المنشية بالتخطيط للاستيلاء على الحكم، وتخزين كميات كبيرة من المفرقعات والأسلحة ليستخدمها الجهاز السري، وكان حسن الهضيبى مرشد الإخوان قال أثناء محاكمته إن هذه الأسلحة تخص الضباط الأحرار. 

محمود عبد اللطيف المتهم الاول 
محمود عبد اللطيف المتهم الأول 


وكشفت التحقيقات أن الجماعة قامت بإعداد خطط أخرى مع حادث المنشية، وتم توجيه الاتهام للبكباشي أبو المكارم عبد الحي والبكباشي عبد المنعم عبد الرؤوف الذين هربا إلى خارج البلاد، وكان الأخير من ضمن الضباط الأحرار، وأن مرشد الجماعة آنذاك حسن الهضيبي كان على علم بخطة الاغتيال ومباركا لها.

عبد الناصر يحقق الزعامة 


بعدها حقق جمال عبد الناصر الزعامة واحتل القلوب، وتم عزل اللواء محمد نجيب عن رئاسة الدولة لاتهامه بأنه كان على صلة مع الإخوان، ووفقا لرواية المؤرخ عبد الرحمن الرافعى في كتابه (ثورة 23 يوليو) فإن محاولة اغتيال عبد الناصر فى حادث المنشية رفعت من رصيده شعبيّا والتفت الجماهير حوله. 

عبد القادر عودة فى طريقه الى تنفيذ الحكم 
عبد القادر عودة فى طريقه إلى تنفيذ الحكم 

اختصت محكمة الشعب بمحاكمة الأفعال التى تعتبر خيانة للوطن أو ضد الأسس التى قامت عليها ثورة يوليو ونظام الحكم، وينص قانون هذه المحكمة على أن أحكامها نهائية ولا تقبل الطعن عليها أو على أحكامها بأى طريقة من الطرق، ولا يجوز تأجيل جلساتها إلا مرة واحدة إلا لأقصى ضرورة، وقد تألفت من ثلاث دوائر فرعية، تألَّفت ثلاث دوائر فرعية: الأولى برئاسة اللواء صلاح حتاتة، والثانية برئاسة القائمقام حسن محفوظ، والثالثة برئاسة قائد الجناح عبد الرحمن شحاتة عدنان. 


وأعلن حكم محكمة الشعب قائد الجناح جمال سالم رئيس محكمة الشعب الذى عرف بالصرامة وتهديد المتهمين أثناء محاكمتهم بكلمة ختامية قال فيها: تمت أعمال هذه المحكمة ونرجو من الله عز وجل أن لا يدعونا إلى هذه المحاكمة مرة أخرى في تاريخ البلاد.

إعدام 6 من أعضاء الجماعة 

عقدت محاكمات محكمة الشعب بمقر الكلية الحربية بشارع الخليفة المأمون وصدرت أول أحكام  محكمة الشعب بالإعدام على ستة من أفراد منتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين منهم المتهم الأول الذى أطلق فى اتجاه عبد الناصر 8 رصاصات محمود عبد اللطيف والمحاوى هنداوى دوير، يوسف طلعت وإبراهيم الطيب ومحمد فرغلي والمستشار عبد القادر عودة والمستشار حسن الهضيبي الذى تم تخفيف الحكم عنه بعد ذلك للأشغال الشاقة المؤبدة. لمرضه وكبر سنة، ورفع العلم الأسود على سجن الاستئناف اعلانا عن تنفيذ الأحكام. 

الهضيبي أنكر معرفته بالمتهم 

وقد سجل الصحفي أحمد لطفي حسونة الصحفي بالأخبار تفاصيل جلسة محكمة الشعب فى أولى قضاياها  فقال: كان إقبال الجمهور شديدا لحضور المحاكمة، وحضر المتهم محمود عبد اللطيف من السجن وجلس في مكانه مبتسما، وبدأت الجلسة وحضر شاهد النفي حسن الهضيبي مرشد الإخوان، وفي الجلسة تبين أن القاتل محمود عبد اللطيف هو عضو بجماعة الإخوان وأنه تم تسليمه المسدس وتوجيهه إلى ارتكاب الجريمة، وذلك بالرغم من إنكار المرشد العام حسن الهضيبي معرفته بالقاتل، وقال ردًّا على محامي محمود عبد اللطيف حمادة الناحل: مين محمود عبد اللطيف ده؟ مما أغضب محمود عبد اللطيف الذى أدلى باعترافات تفصيلية عن تجنيد الجماعة له ومعرفتهم بل وتخطيطهم لعملية الاغتيال.