خبير بالشأن الأفريقي يكشف تداعيات حصار الدعم السريع لمدينة الفاشر
قال الدكتور محمد رشوان، الخبير بالشأن الأفريقي: إن مدينة الفاشر في شمال دارفور تشهد مأساة إنسانية متفاقمة تُنذر بانهيار شامل للمنظومة الاجتماعية والإنسانية في الإقليم. فوفقًا لتقارير طبية موثوقة، تجاوز عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم بسبب سوء التغذية ونقص الدواء 239 طفلًا منذ مطلع هذا العام، في ظل حصار خانق تمارسه ميليشيا الدعم السريع، يطوّق المدينة، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية الأساسية.
صراع سياسي على السلطة وكارثة إنسانية متكاملة الأبعاد
وأكد رشوان، فى تصريح لـ"فيتو"، أنه لا يمكن قراءة هذه المأساة بمعزل عن السياق الأوسع للحرب السودانية، التي تحوّلت تدريجيًا من صراع سياسي على السلطة إلى كارثة إنسانية متكاملة الأبعاد، ولا يستهدف الحصار المفروض على الفاشر البنية المادية فقط للمدينة، بل يضرب قلبها الإنساني، حيث الأطفال والنساء هم الضحايا المباشرون لانهيار شبكات الإمداد، وتعطّل الخدمات الطبية، وغياب الممرّات الآمنة.
وواصل حديثه، قائلا: لذا فإن وفاة هذا العدد من الأطفال ليس مجرد أرقام تُضاف إلى سجل الحرب، بل هي صرخة ضمير عالمي تُذكّر بأن ما يحدث في دارفور اليوم يعيد إنتاج نماذج المجاعات السياسية التي شهدتها افريقيا في تسعينيات القرن الماضي، حين استُخدم الجوع كسلاح في النزاعات الداخلية.
الصمت أمام هذه الجرائم لا يقلّ خطورة عن ارتكابها
وتابع: لقد أثبتت التجارب الأفريقية أن الصمت أمام هذه الجرائم لا يقلّ خطورة عن ارتكابها. ما يجري في الفاشر ليس مأساة سودانية فحسب، بل اختبار لإنسانية المجتمع الدولي وقدرته على حماية أرواح الأبرياء في مواجهة منطق الحصار والتجويع، فكل تأخير في التحرك يعني فقدان حياة جديدة، وكل تجاهل يُعمّق الجرح المفتوح في جسد القارة.