فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

السفير عاطف سالم: إسرائيل تسرّع ضم أجزاء واسعة من الضفة لخدمة بقاء نتنياهو سياسيًا

الضفة الغربية، فيتو
الضفة الغربية، فيتو

 أكد السفير عاطف سالم، مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر الأسبق في تل أبيب، أن قرار الكنيست بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية ليس جديدًا، بل يمثل تتويجًا لأفكار متطرفة سعت الأحزاب اليمينية إلى تنفيذها منذ سنوات.

وقال “سالم”، إن القرار الذي تم تمريره في الكنيست يشمل ضم المستوطنات التي تمثل نحو 40% من مساحة الضفة الغربية، إلى جانب غور الأردن، وهي خطوة تتعارض حتى مع التوجهات الرسمية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذه المرحلة.

 

انقسام داخل الكنيست

 وأشار السفير الأسبق إلى أن القرار حظى بـ25 صوتًا مقابل 24، ما يعكس حجم الانقسام داخل الكنيست حول توقيت الخطوة وخطورتها السياسية.

وأوضح أن نتنياهو عاقب أحد أعضاء حزبه لتأييده القرار، مما يكشف عن صراع داخلي متصاعد بين جناح الحكومة والتيارات اليمينية المتشددة.

 

أبعاد انتخابية داخلية

 وأضاف سالم أن التوقيت يتزامن مع التحضير لانتخابات داخلية في حزب الليكود في نوفمبر، تليها انتخابات عامة، معتبرًا أن تمرير القرار يخدم أجندة نتنياهو الانتخابية عبر كسب دعم المتدينين والحريديم الذين يعتمد عليهم للبقاء في الحكم.

وتابع خلال تصريحات تليفزيونية ببرنامج "كل الكلام" الذي يقدمه عمرو حافظ، على قناة الشمس: بأن القرار يمثل تصعيدًا أيديولوجيًا خطيرًا ويعقد المشهدين الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية أصبحت رهينة صراعات سياسية داخل إسرائيل أكثر من كونها ملفًا تفاوضيًا حقيقيًا.

سفير مصر الأسبق في تل أبيب: القيادات الإسرائيلية ترفض إقامة دولة فلسطينية باستثناء ليبرمان

ولفت إلي أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة انقسام حاد تجاه الحرب الجارية في غزة، بين تيارات متشددة تهيمن على الحكومة وأخرى ليبرالية تراجع تأثيرها بشدة.

وأوضح “سالم”، أن طائفة الحريديم تمثل نحو 14% من سكان إسرائيل وتتبع فكرًا توراتيًا متشددًا يرى بقية الشعوب “أغيارًا”، معتبرًا أن هذه النزعة الدينية المتطرفة تؤثر بعمق في قرارات الحكومة الإسرائيلية الحالية.

رفض تام للدولة الفلسطينية

وأكد سالم أن هناك إجماعًا شبه كامل داخل القيادة الإسرائيلية — من الحكومة والمعارضة — على رفض إقامة دولة فلسطينية، مضيفًا:"القيادات الموجودة في إسرائيل دلوقتي كلهم رافضين دولة فلسطينية.. المعارضة والحكومة إجماع، مفيش دولة فلسطينية."

وأشار إلى أن الاستثناء الوحيد هو أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، الذي يدعو إلى تسوية مع الفلسطينيين دون اشتراط إقامة دولة مستقلة.

الاتفاق الأخير بشأن غزة

ووصف السفير الاتفاق الأخير بأنه خطوة مهمة، مشيرًا إلى بنود إيجابية تمنع التهجير أو اقتطاع الأراضي، وتضمن توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة.

لكنه حذر من نقاط خلافية مستقبلية، أبرزها قضية نزع سلاح حماس وطبيعة الحكومة التي ستدير غزة، مؤكدًا أن إسرائيل ترفض وجود أي دور لحماس أو حتى للسلطة الفلسطينية، وهو ما يزيد من غموض المرحلة القادمة.

وختم بالتأكيد على أن إسرائيل تتحكم بشكل غير مباشر في معبر رفح وتمنع أي وجود فلسطيني رسمي على جانبه، وترفض دخول خبراء أتراك، ما يعكس رفضها لأي دور خارجي يحد من هيمنتها على القطاع.