فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الذهب في دوامة من التقلبات.. الأسعار تنتفض بعد أكبر تراجع في 12 سنة.. والتضخم ولقاء شي وترامب أبرز المحركات

 الذهب
الذهب

شهدت أسواق الذهب خلال الأيام الماضية جلسات متقلبة بامتياز، حيث سجل المعدن النفيس مكاسب قياسية تبعتها عمليات بيع مكثفة لجني الأرباح، في مشهد يعكس حساسية السوق للأنباء الجيوسياسية وتوقعات السياسة النقدية.

موجة صعود تاريخية تليها تصحيح حاد

انطلق الذهب في رحلة صعودية كبيرة الأسبوع الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى قياسي على الإطلاق قرب 4381 دولار للأونصة يوم الإثنين، مسجلا مكاسب أسبوعية بلغت حوالي 5%، وهي الأعلى منذ عام 2008، إلا أن هذا الصعود توقف فجأة أمس الثلاثاء، حيث شهد الذهب أكبر انخفاض يومي منذ أغسطس 2020، متخليا عن أكثر من 6% من قيمته.

صعود الذهب بعد التراجعات القياسية في مصر

وعلى المستوى المحلي، شهدت الأسواق المصرية ارتفاعا ملحوظا في أسعار الذهب اليوم الأربعاء، بقيمة 25 جنيها للجرام، مدعومة بالارتفاعات في البورصة العالمية، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5600 جنيه، بعدما تراجع بالأمس إلى 5575 جنيها للجرام.

 بين الحرب التجارية وجني الأرباح

ويرجع المحللون هذه التقلبات العنيفة إلى عاملين رئيسيين، الأول يتمثل في تسبب التهديدات التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين في دفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، لكن تصريحاته اللاحقة التي أشار فيها إلى احتمال التوصل لاتفاق مع نظيره الصيني شي جين بينج أثناء لقائهما المرتقب في كوريا الجنوبية، هدأت من حدة المخاوف، مما فتح الباب أمام عمليات بيع لجني الأرباح المحققة، بحسب إرم بزنس.

ويتمثل العامل الثاني في أنه بعد الارتفاعات الحادة والمتواصلة التي قادت الذهب لتسجيل مكاسب تصل إلى 66% منذ بداية العام، أصبحت أي بادرة تفاؤل في السوق ذريعة للمستثمرين لتحقيق أرباحهم، مما يشكل ضغطا هبوطيا على الأسعار.

تراجع الذهب في الأسواق العالمية

في تعاملات اليوم الأربعاء، استمرت حالة التقلب، حيث بدأ الذهب الجلسة الآسيوية منخفضا قبل أن يتحول فجأة إلى الارتفاع بأكثر من 50 دولارا، حيث بلغ سعر الأوقية في التسليم الفوري حوالي 4147 دولارا، بينما صعدت العقود الأمريكية الآجلة لتسجل حوالي 4160 دولارا.

توقعات أسعار الذهب 

يتطلع المستثمرون الآن إلى بيانات التضخم الأمريكية المقررة هذا الأسبوع، والتي قد تقدم مؤشرات حاسمة حول مسار أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي، وهناك العديد من العوامل المؤثرة التي تشمل ارتفاع مؤشر الدولار، وتوقعات بتسوية الخلافات التجارية، وإغلاق الأسواق الهندية بمناسبة "ديوالي" مما قلل من الطلب الفعلي.

ويوجد هناك عدة عوامل تدعم المعدن الأصفر، التي تتمثل في استمرار توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وعدم انتهاء حالة عدم اليقين المرتبطة بإغلاق الحكومة الأمريكية والصراعات الجيوسياسية.

حل الخلاف التجاري وإنهاء إغلاق الحكومة

ويشير محللو "سيتي" إلى أن احتمالات حل الخلاف التجاري وإنهاء إغلاق الحكومة قد تؤدي لاستقرار أسعار الذهب، ومن ناحية أخرى، يحذر "تيم ووتر" من "كيه سي إم تريد" من أن إغراء جني الأرباح يشكل خطرا على الاتجاه الصاعد على المدى القصير، بينما يرى "أكاش دوشي" من "ستيت ستريت" أن الارتفاعات الحادة تخلق فرصًا لتراجع محتمل.