فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

خبير استراتيجي: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لن يصمد بسبب أطماع نتنياهو

رفعت سيد احمد،فيتو
رفعت سيد احمد،فيتو

أكد الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الاستراتيجي والمفكر القومي، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والذي تم توقيعه في شرم الشيخ، لن يصمد طويلًا.

وأوضح أحمد في تصريحات لـ “فيتو” أن السبب الرئيسي لذلك هو ما وصفه بوجود "رجل مريض" في تل أبيب، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنه "يعاني من هوس نفسي لتحقيق ما يسمى مشروع إسرائيل الكبرى".

وأضاف أن غزة ليست سوى مرحلة في هذا المشروع التوسعي، يسعى نتنياهو من خلالها إلى القفز نحو مراحل أخرى تهدد أمن واستقرار الدول العربية.

ودعا الخبير الاستراتيجي الدول العربية إلى دعم غزة، باعتبارها "تدافع عن الأمة العربية كلها في مواجهة المخطط الصهيوني الوهمي الذي يقوده نتنياهو بعقلية مريضة".

 

 

نتنياهو أعلن عن مخطط توسيع إسرائيل في المنطقة العربية

وأضاف الدكتور رفعت سيد أحمد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُخفِ في خطاباته ومواقفه السياسية نواياه التوسعية، حيث أعلن مرارًا عن رغبته في تنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى" داخل المنطقة العربية. 

وأوضح أن إسرائيل قد استولت بالفعل على نحو 600 كيلومتر مربع من الأراضي السورية، بالإضافة إلى سيطرتها على جبل الشيخ، الذي يُعد موقعًا استراتيجيًا تستخدمه تل أبيب كنقطة انطلاق لفرض نفوذها على سوريا، وربما يمتد تأثيرها إلى مصر أيضًا.

وشدد على أن المشكلة الجوهرية لا تكمن في اتفاقات وقف إطلاق النار، بل في المشروع الإسرائيلي ذاته، الذي يُمثل ـ بحسب تعبيره ـ الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي، وليس على غزة وحدها.

وأشار إلى أن التحديات التي تواجه قطاع غزة لا تتوقف عند مسألة استمرار الهدنة، بل تتعداها إلى ضرورة إعادة الإعمار، وإنهاء الاحتلال، وضمان سيادة كاملة للفلسطينيين على القطاع. 

وأضاف أن هذا الهدف يصطدم بما وصفه بـ"الرؤية الإسرائيلية والأميركية المنحازة"، التي تركّز على نزع سلاح المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، لضمان عدم تهديد إسرائيل مستقبلًا، دون معالجة الأسباب الحقيقية للصراع".

 

نتنياهو يغازل القوى المتطرفة فى الداخل الإسرائيلي

 

وواصل الدكتور رفعت سيد أحمد حديثه قائلًا إن نتنياهو يغازل القوى المتطرفة داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، مثل إيتمار بن غفير وغيرهم، بهدف تعزيز موقفه الداخلي، مشددًا على أن ذلك يفسر رغبته في استمرار عمليات القصف وعدم إيقافها بشكل دائم، وإن حصل توقُّف فسيكون مؤقتًا، وفي أثناءه ستستمر عمليات اغتيال قيادات حماس داخل فلسطين وخارجها ضمن استراتيجية الأهداف المنتقاة. 

وأضاف أن لاحقًا قد تشهد المنطقة تصعيدًا يصل إلى مواجهة مع إيران، ما يتطلب من الفصائل الفلسطينية وحلفائها في سوريا والعراق ولبنان واليمن الاستعداد لاحتمالات توسع الصراع. 

ورأى أن العدو الإسرائيلي يعيش حالة من الغرور يظن معها أنه قد انتصر، لكنه أشار إلى أن ما يُسمى إبادة الشعب وقتل النساء والأطفال لا يعد انتصارًا وفق قواعد التاريخ، بل هزيمة تاريخية للمشروع الإسرائيلي.

وتابع بالدعوة إلى تحرك عربي موحَّد قائلًا إن الدول العربية مطالبة باستخدام سلاح التضامن ووقف مسارات التطبيع وتقليص المساعدات التي تُقدّم للولايات المتحدة كوسيلة ضغط، حتى تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار. 

وفي الوقت نفسه اعترف بصعوبة تحقيق ذلك، معتبرًا أن المشروع التوسعي الذي تسعى له تل أبيب لم يتحقق ولن يتحقق بسهولة.