فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

محمد فوزي.. موسيقار الفن الجميل وصاحب الريادة في أغاني الأطفال.. يكسر احتكار الأجانب ويؤسس أول مصنع للأسطوانات المصرية.. وهذه قصته مع قرار تأميم شركته

الموسيقار محمد فوزى
الموسيقار محمد فوزى وشقيقته هدى سلطان

محمد فوزي.. فنان عبقرى، مطرب خفيف الدم، مبدع فى الموسيقى والغناء، بدأ مغنيا فى الموالد، لقب بموسيقار الفن الجميل، عرف بثالث المجددين فى الموسيقى، عمل مطربا وملحنا وممثلا، أهتم بالغناء للأطفال  وكسر احتكار الأجانب لمصانع أسطوانات الأغاني، من أشهر أغانيه " ماما زمانها جاية "، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1966.

قدم محمد فوزى خلال مشواره الفنى ما يزيد على أربعمائة اغنية و36 فيلما غنائيا، وانفرد بالغناء للأطفال في وقت لم يهتم به أحدًا، فقدم أغنيات: ماما زمانها جاية، ذهب الليل، وأغنية عيد الميلاد " يانور جديد فى يوم سعيد ".

تتلمذ على يد عسكرى المطافئ

ولد الفنان محمد فوزي ـ بمدينة طنطا عام 1920 وهو شقيق المطربة هدى سلطان. ورث عذوبة الصوت عن والده الذى كان يعمل مقرئا، حصل على الشهادة الابتدائية عام 1931،  تعلم خلال دراسته النوتة الموسيقية على يد محمد الخربتلى عسكرى المطافى الذى يعشق الموسيقى علمه العزف على العود وغناء الموشحات، وبسبب عشقه الموسيقى هرب من طنطا إلى القاهرة والتحق بمعهد الموسيقى، وعمل أثناء الدراسة مطربا فى فرقة بديعة مصابنى حيث زامل إسماعيل يس وعبد الغنى السيد وشكوكو وثريا حلمى وإبراهيم حمودة.

البداية فى الموالد والأفراح 

أعجب بصوت محمد فوزى مصطفى العقاد الذى كان يعمل ضابط إيقاع بالمعهد، وبدأ في تقديمه  في الأفراح والملاهى الليلية حتى أصبح منافسا لكبار المطربين في ذلك الوقت، وضمته الفرقة القومية المصرية كمطرب ليكون بديلا للمطرب إبراهيم حمودة في مسرحية شهرزاد في حالة تخلفه عن الغناء،.

الفنان محمد فوزى 
الفنان محمد فوزى 


ثم اكتشفت الفنانة فاطمة رشدى موهبة التلحين عند محمد فوزى فاستعانت به فى تلحين اسكتشات مسرحياتها التى كانت تقدمها مع زوجها عزيز عيد، وقال عنها فوزى إن فاطمة رشدى أول من أكسبته الثقة فى نفسه كملحن وأول من غنت ألحانه على المسرح.

يانور جديد فى يوم سعيد 

 قدم الموسيقار محمد فوزى خلال مشواره الفنى مايزيد على أربعمائة أغنية و36 فيلما غنائيا، وانفرد بالغناء للأطفال في وقت لم يهتم بهم أحدًا، فقدم أغنيات: ماما زمانها جاية، ذهب الليل، وأغنية عيد الميلاد “ يانور جديد فى يوم سعيد”،
كما قدم مجموعة من الأغنيات الدينية والوطنية، ومنها: بلدى أحبيتك يا بلدي، مسحراتى النجوم فى رمضان واعتُمد ملحنا بالإذاعة بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، 

محمد فوزى مالكا لشركة مصرفون للاسطوانات 
محمد فوزى مالكا لشركة مصرفون للأسطوانات 

وعن قصة التحاقه بالاذاعة قال محمد فوزى إنه بدأ يتعاون مع الإذاعة التي كانت تمثل له حلما حتى ينتشر صوته ويحقق الشهرة ولأنه كان يعشق الأطفال قدم للإذاعة أغنية "يانور جديد في يوم سعيد " التي لم تعجب أحد المسئولين الذين اضطهدوا غنائه في الإذاعة وهو مصطفى رضا فاعتبر لحن الأغنية تخريب لقواعد الموسيقى الشرقية الأصيلة وتم طرده من الإذاعة لكنه نجح وأصبح من نجوم التلحين والغناء في مصر، اعتمد ملحنا ومطربا بالإذاعة فقرر أن يعيد تقديم الأغنية التي تسببت في طرده من جديد ولاقت نجاحا كبيرا، خاصة حين غناها في فيلم "نهاية قصة " مع زوجته مديحة يسرى لتصبح أول أغنية تغنى لأعياد الميلاد في السينما المصرية.


وفى عام 1960 قدم الفنان محمد فوزى لحن أول أغنية فرانكو آراب بعنوان (يا مصطفى يا مصطفى)، التي قام بغنائها العديد من المطربين بل إنه ترجمت كلماتها وقدمت بالفرنسية والإنجليزية والإيطالية، وقيمت الأغنية ضمن أفضل عشرين أغنية على مستوى العالم.

محمد فوزى مع صباح فى الانسة ماما 
محمد فوزى مع صباح فى الانسة ماما 

بدأ محمد فوزى مشواره مع السينما منذ اختاره الفنان يوسف وهبى فى فيلم " سيف الجلاد " الذى قدم فيه أول أدواره ليقدم بعده 36 فيلما من بطولته، قدم من خلالها فى كل فيلم نجمة من نجمات الفن سواء مطربة أو ممثلة أو راقصة فقدم أول بطولة مع المطربة نور الهدى فى فيلم مجد ودموع عام 1946، ثم قدم سبعة افلام مع زوجته مديحة يسرى، بدأت بفيلم "قبلة فى لبنان "  ، كما قدم مع صباح ستة افلام منها: الانسة ماما، عدو المرأة، ومع كاميليا فيلمين هما بنت حظ،صاحبة الملاليم، ومع ليلى فوزى اربعة افلام منها ليلى بنت الشاطئ، واكتشف شادية فى فيلم العقل فى اجازة، وقدم مع ليلى مراد  فيلم ورد الغرام، ومع فاتن حمامة فيلم وحيد باسم " دايما معاك ".

 

تأسيس مصرفون للاسطوانات 

أسس محمد فوزي أول مصنع لتسجيل الأسطوانات في الشرق باسم "شركة مصرفون " من ماله الخاص ـ في وقت كانت فيه إنتاج وتسجيل الأسطوانات في مصر حكرا على الأجانب فقط، وافتتحه الدكتور عزيز صدقي وزير الصناعة عام1958، ومع قرارات التأميم عام 1961 تم تأميم مصنع الاسطوانات وعمل فوزى فيه موظفا براتب صغير أصيب بعدها بمرض غريب حار فيه الأطباء حتى رحل عن 46 عاما  فى مثل هذا اليوم 20 أكتوبر 1966.