برّه يا كيرتزر.. موقعة الجامعة الأمريكية!
أن تحدث مظاهرات على هذا النحو، بهذا الحشد، لهذا السبب في الجامعة الأمريكية والجامعة الأمريكية تحديدًا.. فعلينا أن نتوقف.. وعلى غيرنا أيضًا أن يتوقف.. وسيتوقف!
طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يتظاهرون احتجاجًا على وجود المدعو دانيال كيرتزر، الدبلوماسي الأمريكي السفير السابق لدى العدو الصهيوني.. السبب: ندوة للمذكور بالجامعة!
وعلى مدار ثلاثة ساعات لم تتوقف الهتافات ولم تتراجع الحشود، ولم تهدأ الجامعة إلا برحيل الضيف الثقيل عن المكان! فلا ندوة ولا حوار ولا كيرتزر نفسه!
لماذا علينا أن نتوقف؟! لأن هؤلاء من ظن الكثيرون -وبعض الظن إثم فعلًا- أن هؤلاء أبناء الطبقة العليا في البلاد، المنفصلة عن قضايا شعبنا المصري وأمتنا العربية.. المرفهون ممن يسمعون أغانٍ أجنبية ولا يعرفون شيئًا عن أصدقاء ولا أعداء بلدهم.. فلا انفصلوا ولا غابوا ولا جهلوا صديقهم ولا عدوهم! بل ضربوا مثالًا مهمًا في الوعي والارتباط بهذه الأرض وما حولها!
لماذا يجب أن يتوقف غيرنا؟! لأن العدو والذين معه سيتوقفون لدراسة ما جرى.. إذ كيف لفئة تدرس بالأمريكاني، بالجامعة الأمريكية، أن تغضب بهذا الشكل؟! وتتصرف هكذا؟! وتهتف بما هتفَت "برّه يا....." ثم كالوا له الاتهامات والهتافات! وبالتالي ماذا سيكون حال هؤلاء لو مصر ذاتها هي التي تواجه العدو؟! ماذا سيفعلون وقتئذ؟!
الجامعة الأمريكية نعتبرها -كاتب السطور والكثيرون غيره- مركزًا ثقافيًا وجسرًا للحضارة، ومناهجها مجازة مصريًا من الأعلى للجامعات.. ولكن على إدارتها أن تفهم أنها ليست نبتة شيطانية تفعل ما تشاء. حتى لو استضافت شيطانين من الإنس.. بل عليها أن تحترم مشاعر الشعب الذي تستقبل أبناءه لتعليمهم، بل عليها احترام طلابها أنفسهم!
إن لم يكن ذلك موجودًا من قبل فيحب أن يكون موجودًا من بعد.. وقد كان الدرس قاسيًا.. وضيفهم يستمع لإهانته ومعه من استضافه لثلاث ساعات متصلة.. حتى طُرِد شرَّ طردة! أو للدقة: خير طردة!!
عاش طلاب الجامعة الأمريكية، وعاش وعيهم وصوتهم الذي بلغ أمس.. جنبات العالم!