فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

زنزانة تحت الأرض، صحيفة بريطانية تكشف أساليب إسرائيل في تعذيب الأسرى الفلسطينيين

الأسرى الفلسطينيون،
الأسرى الفلسطينيون، فيتو

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، عن أسرى فلسطينيين محررين تفاصيل مروعة عن التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي المتعمد داخل سجون الاحتلال، دون أن توَجّه لهم حتى تهمة واحدة.

الجارديان تنشر شهادات الأسرى الفلسطينيين عن التعذيب

وذكر تقرير الصحيفة البريطانية، أن عدد الفلسطينيين المحتجزين دون توجيه تهمة نحو 2800 معتقل، وذلك بعد أن أتاح قانون أقر عقب هجمات 7 أكتوبر للجنود الإسرائيليين احتجاز أي شخص يشتبهون به إلى أجل غير مسمى، وفق ما أورده كاتبا التقرير وليام كريستو وسهام طنطيش.

وأشارت الجارديان، إلى أن الأسير نسيم الرضيع (33 عاما) تحرر الاثنين الماضى، بعين واحدة، بعد أن "ودعه" الحراس بربط يديه وطرحه أرضا ولكمه وركله بشدة، لتصيب ركلة عينه مباشرة.

وحسب التقرير، أن الرضيع قضى أكثر من 22 شهرا في السجون الإسرائيلية، بما في ذلك 100 يوم في زنزانة تحت الأرض، وفقد أكثر من ثلث وزنه، وكل ذلك دون تهمة تذكر، بعد أن اعتقل في مدرسة نزح إليها مع عائلته في 9 ديسمبر 2023.

ورغم ما تعرض له بالسجن، يقول التقرير، اختبر الرضيع “أسوأ تعذيب” في غزة، حين حاول الاتصال بزوجته فلم ترد، واكتشف أنها استشهدت مع أطفالهم عدا واحد بقصف إسرائيلي.

وقال الأسير المحرر: “كنت سعيدا لأن يوم خروجي صادف يوم ميلاد طفلتي صبا الثالث، كنت أخطط لإعطائها أفضل هدية لأعوض عيد ميلادها الأول الذي لم نحتفل به بسبب الحرب، ولكن صبا ذهبت مع عائلتي، وذهبت معها فرحتي”.

ووصف للصحيفة، شتى أنواع التعذيب التي اختبرها في السجن، مؤكدا أن الحراس “استخدموا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتخويفنا، بالإضافة إلى الإهانات والشتائم”.

وأضاف أن “الحراس كانوا يدخلون على المساجين فجأة ويقيدون أيديهم وأرجلهم ثم يبدؤون بضربهم بلا رحمة، ولم تكن الضربات استثناء بل جزءا من نظام منتظم للتعذيب”.

أساليب تعذيب إسرائيل للأسرى الفلسطينيين 

وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، كان الحراس يعلّقون الأسرى الفلسطينيين على الجدران، ويرشّونهم بالهواء والماء البارد، وأحيانا يرمون مسحوق الفلفل الحار على المعتقلين، مشيرا إلى أن كثيرين منهم أصيبوا بأمراض جلدية أو فطرية نتيجة الظروف القاسية داخل الزنازين.

ونقلت الجارديان عن محمد الأسالية، طالب جامعي يبلغ من العمر 22 عاما، أنه أصيب بالجرب خلال فترة احتجازه، وقال: “لم تكن هناك رعاية طبية، وحاولنا معالجة أنفسنا باستخدام مطهر الأرضية على جروحنا، ولكن ذلك زاد الأمر سوءا”.

وأكدت الصحيفة البريطانية فى مقال منفصل لكاتب التقرير، إن ما ارتكبته إسرائيل في غزة بدعم غربي ليس جريمة بحق الفلسطينيين فحسب، بل جريمة تُعيد صياغة الغرب ذاته، أخلاقيا وسياسيا، وتفضح تواطؤ حضارته مع الإبادة.

وتابع: ماذا سيرتد على الغرب من “حقول الموت” في غزة؟ مشيرا إلى أن القطاع أصبح "مختبرا للعنف والإبادة"، وفق الباحث الإسرائيلي شموئيل ليدرمان.