فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

نتنياهو والطرد من قمة شرم الشيخ!

احتمالان لا ثالث لهما في قصة الإعلان عن حضور نتنياهو قمة شرم الشيخ ثم التراجع عنها وإلغائها.. الأول يقول إن ترامب، وعلى طريقته التي تتجاوز البروتوكولات الرسمية، طلب هاتفيًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي حضور نتنياهو قمة شرم الشيخ.

 

الرئيس رد على الفور بأن ذلك غير متفق عليه.. رد ترامب أن ذلك سيقوي تعهدات إسرائيل أمام العالم ويعطي انطباعًا قويًا بالقمة وأن كل أطرافها موجودون.. رد الرئيس بأنه في هذه الحالة يجب أن يحضر الرئيس محمود عباس.. 

 

وافق ترامب على أمل أن يقوم الرئيس بدعوتهما معًا، خاصة عندما تحدث نتنياهو إلى الرئيس أثناء مكالمة ترامب، وكان اتصالًا يعكس موقف الرئيس من رئيس الوزراء الإسرائيلي.. بعدها دعا الرئيس هاتفيًا الرئيس محمود عباس، ولم يفعل مع نتنياهو، لا أثناء المكالمة معه ولا بعدها.. 

ولم تتم اتصالات إجرائية لترتيب الوصول كما هو المتبع، فوصلت الرسالة إلى نتنياهو.. فحضر الأول وتراجع الثاني الذي شكر ترامب ولم يشكر مصر! ونجا المؤتمر من لغم كبير!


اللغم هو الاحتمال الثاني، وهو أن الرئيس السيسي وافق على حضور نتنياهو وهو يعلم أن هذا الاحتمال سيحدث وتركه يحدث.. الاحتمال يقول إن نصف السطور السابقة صحيح.. وجُري حتى استعداد نتنياهو بالحضور، لكن هددت عدة دول بالمغادرة والانصراف إن حضر رئيس وزراء إسرائيل.. 

 

فقد أُبلغوا بحضوره القمة بعد وصولهم إلى شرم الشيخ، ولم يكن ذلك مقررًا سلفًا.. أول هذه الدول العراق التي ترفض حتى حل الدولتين، حيث تؤمن بدولة واحدة هي فلسطين، مهما طال الزمن لتحقيق ذلك.. 

 

وبالتالي كيف يجلس رئيس حكومتها مع رئيس وزراء العدو؟! سيتسبب ذلك في مشاكل عديدة في الداخل العراقي، كما أنه سيعطي انطباعًا ببدء تطبيع مبكر واسع سيحرج السعودية التي تشترط وجود دولة فلسطينية مستقلة للتطبيع.. وهو ما أُبلغ به الرئيس ترامب، فطلب من نتنياهو إلغاء السفر إلى القمة.. وقد كان!

خرجت مصر نظيفة اليد من عملية "نظيفة مية المية" علي رأي التمثيلية الشهيرة.. لتحقق حتي كتابة هذه السطور كل اهدافها! الاحتفالات الدينية حجة ليس أكثر.. فالاحتفالات الدينية لا تظهر فجأة ولا توقفها أو تبطلها زيارة لساعات!