يويفا يستعد لإجراء تعديل على قواعد ملكية الأندية المتعددة بعد أزمة بالاس
كشفت تقارير صحفية أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" يستعد لإجراء تعديل على قواعد ملكية الأندية المتعددة، ما قد يثير غضب نادي كريستال بالاس الإنجليزي، بعدما حُرم من المشاركة في الدوري الأوروبي هذا الموسم بسبب تلك اللوائح.
ووفقًا لصحيفة "ميرور" البريطانية، فقد فُرض حظر على كريستال بالاس من قبل "يويفا" رغم تأهله للدوري الأوروبي بعد تتويجه بكأس الاتحاد الإنجليزي، وذلك بسبب امتلاك رجل الأعمال الأمريكي جون تكستور حصصًا في النادي الإنجليزي إلى جانب نادي ليون الفرنسي، ما اعتبره الاتحاد الأوروبي تضاربًا في المصالح.
ونتيجة لذلك، جرى استبعاد بالاس من البطولة وإحالته إلى دوري المؤتمر الأوروبي، بينما منحت بطاقته إلى نوتنجهام فورست.
لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن "يويفا" يفكر في مراجعة تلك اللوائح المثيرة للجدل، ما أثار استياء إدارة كريستال بالاس.
وذكرت صحيفة "الجارديان" أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يدرس تمديد الموعد النهائي المحدد في الأول من مارس لحل أي قضايا تتعلق بملكية الأندية المتعددة.
وبحسب المقترح الجديد، سيتعين على الأندية إخطار "يويفا" بأي تضارب محتمل قبل الموعد المعتاد، لكنها ستحصل على وقت إضافي حتى مطلع يونيو لمعالجة هذه القضايا، أي قبل أسابيع قليلة من انطلاق الأدوار التمهيدية لبطولتي الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر.
ورغم هذا التعديل المحتمل، فإن الأندية التي تفشل في إخطار الاتحاد الأوروبي قبل الموعد الأصلي ستظل مخالفة للوائح.
وقد نوقش هذا التغيير في اجتماع "رابطة الأندية الأوروبية" الذي عُقد في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي.
وجاءت هذه الخطوة بعد تصريحات حادة من ستيف باريش، رئيس كريستال بالاس، الذي طالب بتغيير القوانين عقب تثبيت قرار الاستبعاد.
وقال باريش في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس": "سيتم تغيير هذا القانون، لا أحد سيستمر في تطبيقه بهذه الصورة، إنه قانون مجنون. لا أفهم كيف توصلت اللجنة إلى هذا القرار".
وأضاف: "أثبتنا بما لا يدع مجالًا للشك أن جون تكستور لا يملك أي تأثير حاسم في إدارة النادي أو قراراته، ومع ذلك صدر هذا الحكم الغريب".
وتابع قائلًا: "إما أن يتم حظر فكرة الأندية المتعددة تمامًا أو يتم تنظيمها بطريقة واضحة، لكن في حالتنا نحن لم نكن جزءًا من هذا النظام من الأساس. موقفي واضح، أنا لا أؤيد فكرة امتلاك عدة أندية، لكن بعض الناس يختلفون معي، وهذا لا بأس به، إلا أننا لا علاقة لنا بذلك".
وختم باريش حديثه قائلًا: "نحن أمام مفترق طرق حقيقي بالنسبة ليويفا، عليهم أن يتدخلوا ويصححوا هذا الخطأ. إذا تركوا الأمور تسير بهذا الشكل، سنشهد واحدة من أكبر المظالم في تاريخ كرة القدم الأوروبية".
ويُعد نادي كريستال بالاس واحدًا من أقدم وأعرق الأندية في كرة القدم الإنجليزية، إذ تأسس في عام 1905 في منطقة "سيلهرست" بجنوب لندن.
استمد النادي اسمه من مبنى "كريستال بالاس" الشهير، الذي كان أحد أبرز معالم العاصمة البريطانية في القرن التاسع عشر. ومنذ تأسيسه، ارتبط النادي بهوية لندن الجنوبية، ليصبح رمزًا كرويًا يمثل الطبقة العاملة في تلك المنطقة.
بدأ كريستال بالاس مشواره في الدرجات الدنيا من النظام الكروي الإنجليزي، وواجه صعوبات مالية ورياضية في سنواته الأولى.
ومع مرور الوقت، بدأ النادي يترسخ في المشهد الكروي المحلي، قبل أن يحقق حلم الصعود إلى الدرجة الأولى الإنجليزية لأول مرة في موسم 1969-1970، ليضع اسمه بين كبار الكرة الإنجليزية.
شهدت حقبة الثمانينيات والتسعينيات واحدة من أهم مراحل تطور النادي، حيث قاده المدرب ستيف كوبل إلى أحد أفضل مواسمه في تاريخه خلال موسم 1990-1991، عندما احتل المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أفضل ترتيب للنادي في تاريخه حتى اليوم.
كما وصل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1990 أمام مانشستر يونايتد، في مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 3-3 قبل أن يخسر بالاس في الإعادة.
رغم هذه الإنجازات، عرف النادي فترات من التذبذب بين الصعود والهبوط، حيث تنقّل أكثر من مرة بين الدوري الممتاز والدرجة الأولى. لكنه ظل يحافظ على جماهيرية كبيرة بفضل قاعدة مشجعيه المخلصة التي تملأ مدرجات ملعب سيلهرست بارك، المعروف بأجوائه الصاخبة وشغف جماهيره.
منذ عودته إلى البريميرليج عام 2013، رسخ كريستال بالاس مكانته بين أندية النخبة في إنجلترا بفضل استقراره الإداري والفني.
وبرز خلال السنوات الأخيرة عدد من النجوم الذين تركوا بصمتهم مع الفريق، أبرزهم ويلفريد زاها، الذي يُعتبر أحد رموز النادي في العصر الحديث.
كما ساهمت الإدارة الحديثة بقيادة ستيف باريش في تحويل النادي إلى كيان أكثر احترافية واستقرارًا، من خلال تطوير البنية التحتية والمرافق الرياضية، والسعي لتوسيع الملعب وزيادة الإيرادات التجارية.
وينظر اليوم إلى كريستال بالاس كأحد الأندية ذات الهوية الواضحة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يجمع بين التاريخ العريق والطموح المتجدد.
وبينما لا يملك بالاس بعد لقبًا كبيرًا في بطولات الدوري أو أوروبا، فإن رحلته من نادٍ محلي متواضع إلى منافس ثابت بين كبار إنجلترا تعكس روح المثابرة التي تميّزه، وتجعل قصته واحدة من أكثر القصص إلهامًا في كرة القدم البريطانية.