من مواجهة الإخوان إلى صناعة التشريع، الخرباوي في مجلس الشيوخ
لم يكن اسم ثروت الخرباوي يومًا عابرًا في المشهد المصري، فهو أحد الذين عبروا النفق المظلم لجماعة الإخوان وخرجوا منه، مسلحًا بتجربة نادرة، واليوم مع صدور قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيينه عضوًا في مجلس الشيوخ، يعود الرجل إلى دائرة الضوء، ولكن من بوابة الدولة الكبير.
من هو ثروت الخرباوي
ثروت الخرباوي محامي وكاتب، مولود بمحافظة الشرقية في نهاية خمسينيات القرن الماضي، بدأ حياته في صفوف حزب الوفد قبل أن يجذبه الخطاب الإسلامي في ثمانينيات القرن الماضي نحو جماعة الإخوان، التي كانت آنذاك تعيد بناء نفوذها في النقابات والجامعات.
داخل التنظيم عاش الخرباوي سنواته الأكثر التباسًا، متنقلًا بين العمل القانوني والدعوي، قبل أن يصطدم بمركز القيادة ويقصى في مطلع الألفية الثالثة، في واحدة من اللحظات التي كشفت له كما يقول دائما الوجه الحقيقي للتنظيم الحديدي.
الخرباوي، أخطر أعداء الجماعة
ومنذ خروجه من الإخوان عام 2002، تحول ثروت الخرباوي إلى أحد أبرز الأصوات التي فككت خطاب الجماعة من الداخل، ويعد كتابه «سر المعبد» وثيقة استثنائية حولت النقاش حول الإخوان من المستوى السياسي إلى مستوى البنية الفكرية والتنظيمية.
يصف الخرباوي الجماعة بأنها دولة داخل الدولة، لها نظام طاعة مغلق، وتاريخ خفي من التحالفات التي تدار بعيدًا عن الضوء، ورغم الجدل الذي أثاره الكتاب، لكنه ثبت مكانة صاحبه كأحد المرجعيات البارزة في تحليل الإسلام السياسي بمصر والعالم العربي.
وظل الخرباوي خلال السنوات التالية حاضرًا بقوة في الإعلام المصري، منبها إلى خطورة «التدين السياسي»، وناقدًا للخطاب الذي خلط بين الدين والسلطة، وبينما اختار بعض رفاقه السابقين المنفى أو الصمت، اختار هو المواجهة العلنية، مستخدمًا أدوات القانون والفكر واللغة.
وتعيينه الآن في مجلس الشيوخ يعكس رغبة الدولة في إدماج أصوات ذات خلفية فكرية قادرة على تفكيك ظاهرة الإسلام السياسي من الداخل، ليصبح جزءًا من المؤسسة التشريعية ذاتها.