فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

حديث العقل والروح، شيرين حلمي يفسر كيف قادت قصة آدم إلى فهم طبيعة الإنسان وضعفه (فيديو)

 الدكتور شيرين حلمي،
الدكتور شيرين حلمي، فيتو

أكد الدكتور شيرين حلمي، أحد رواد صناعة الدواء في مصر والعالم العربي، أن قصة سيدنا آدم عليه السلام تحمل في طياتها دروسًا خالدة تكشف طبيعة النفس البشرية وما يعتريها من ضعف، مشيرًا إلى أن الإنسان منذ هبوطه إلى الأرض وهو في رحلة مستمرة للارتقاء والعودة إلى حال “أحسن تقويم”.

الحلقة الرابعة من برنامج “حديث العقل والروح”

وأوضح حلمي خلال الحلقة الرابعة من برنامج “حديث العقل والروح”، الذي يقدمه عبر الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، أن بداية القصة كانت في الجنة، حين أمر الله تعالى إبليس بالسجود لآدم فأبى واستكبر، فقال سبحانه:“قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ، قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ”.

ثم قال تعالى:“وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ، فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ، فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ، وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ”.

 

شيرين حلمي يوضح  مشكلات في طبيعة الإسلام

وبيّن الدكتور شيرين حلمي أن هذه القصة العظيمة تكشف خمس مشكلات جوهرية في طبيعة الإنسان، وهي:النسيان، ضعف العزيمة، حب العلو، حب الخلود، حب التملك، وقال موضحًا: «لهذا قال الله تعالى: “وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا”، وقال أيضًا: “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ”».

وأشار إلى أن هبوط الإنسان إلى الأرض كشف عن هذه الطباع، وبدأ الصراع بين البشر على الموارد المحدودة، تنفيذًا لقوله تعالى:“قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ”.

وقال حلمي: «الإنسان الذكي هو من يتفاعل مع الظروف، ويصبر على مراد الله، ويرضى بعطائه، ويحاول أن يقتسم الخير مع غيره بدلًا من التنازع عليه».

وأضاف أن الفرق بين آدم وإبليس كان في رد الفعل على المعصية، موضحًا أن إبليس عندما أمره الله بالسجود تكبّر وقال: «أنا خيرٌ منه»، بينما قال آدم حين أخطأ:“رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.

واختتم الدكتور شيرين حلمي حديثه قائلًا: «حتى نعود إلى حال (أحسن تقويم)، علينا أن نفهم أن الهبوط لم يكن سقوطًا، بل بداية رحلة نحو الارتقاء بالله، نتقرب فيها إلى الخالق، ونتحبب فيها إلى الخلق، ونتخلق فيها بأخلاق سيدنا رسول الله ﷺ، لنعود كما أرادنا الله في أحسن صورة وأكمل حال».