فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

تمتع بالجوع وحدك يا كابتن!

 صعد الفريق الأول للمنتخب الوطني المصري لنهائيات كأس العالم القادمة في الولايات المتحدة، لكن لم تخرج الجماهير لتعبر عن فرحتها بهذا الإنجاز كما يصوره لنا دائما السادة مرفهي كرة القدم في بلادنا، رغم أنه حدث عادى جدا ومتوقع في بلاد كثيرة غيرنا، ومن المثير للسخرية والشفقة في آن واحد أن الكابتن إبراهيم حسن خرج لنا بتصريح مؤثر قائلا إنه ليس من المهم أن نأكل أو نشرب بل المهم هو الصعود لكأس العالم!

ما لم يقله الكابتن 

لم يقل لنا الكابتن الهمام كيف لنا أن نتحمل الجوع والعطش؟ خاصة أنه من الفقراء الذين بالطبع مروا بتلك التجربة في خلال عامين حصل فيهما على 750 ألف جنيه شهريا مقابل عمله كمدير إداري للمنتخب، بجوار توأمه الذي يحصل على مليون جنيه بالتمام والكمال طلعة كل شهر، سواء كان المنتخب في راحة أو أمامه لعب!

لم يوضح لنا الكابتن أو شقيقه كيف كان حالهما في الجوع والظمأ وهما يقضيان أيامهما في فنادق سبع نجوم مع السادة اللاعبين، نحتاج بشدة لخبرتهما حتى نشد الحزام أكثر ونجوع فداء للمنتخب وكرة القدم!

بالطبع المعلم الذى تم رفع راتبه الضئيل بمقدار ألف جنيه، فتم عمل زفة له ولأهله بعد تلك الزيادة الموعودة قبل الخصم طبعا، يمكن أن يحدثنا أفضل عن الجوع  وعن همومه الشهرية من فواتير الكهرباء والغاز والمياه والمواصلات.. 

يمكن أيضا أن نسأل العاملة المحترمة التى ماتت طفلتها على يدها بسبب قهرها في إحدى الشركات الخاصة، والتي تمنحها خمسة آلاف شهرية مقابل الشقاء الشهري، ولم تقل أنا جائعة ولم تذكر حديث الجوع الذى يصدره لنا دوما السادة المرفهين والمليونيرات!


كفى استفزازا للناس وليس الفقراء، لأن واقعيا وبعد تعويم الجنيه في 2016 أصبحنا جميعا فقراء إلا البعض القليل من أمثال الكابتن.. فلتذهب كرة القدم للجحيم وليذهب كأس العالم إلى ألف داهية مقابل شبع عام يصنع انتماء حقيقي للبلد وأهلها، وليست كرة جلد نركلها بالأقدام وياليتنا فلحنا فيها.. جوع براحتك يا كابتن وكن قدوة لغيرك وتبرع براتبك الضخم لمدة عام أو حتى شهر وتمتع بالجوع اللذيذ!
Fotuheng@gmail.com