دماء الطهارة على مذبح الإيمان، الكنيسة تحيي ذكرى القديسة أربسيما العذراء ورفيقاتها
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى استشهاد القديسة أربسيما العذراء ومن معها من العذارى الطاهرات.
قصة القديسة أربسيما العذراء ورفيقاتها
تعود أحداث الاستشهاد إلى أيام حكم الإمبراطور دقلديانوس، حين أرسل مصورين إلى البلاد ليأتوه بصور أجمل الفتيات لاختيار عروس له، فكانت صورة القديسة أربسيما التي خطفت أنظاره بجمالها ووداعتها، فأمر بإحضارها إليه ليجعلها زوجة له. إلا أن أربسيما، المكرسة حياتها للمسيح، رفضت أوامر الملك وقررت الهرب مع رفيقاتها العذارى إلى بلاد أرمينية، حيث عشن في نسك وصلاة في أحد البساتين البعيدة.
لكن جنود دقلديانوس تمكنوا من تعقب أثرهن، فأمر الوالي تريدات بالقبض عليهن، وبعد محاولات فاشلة لإجبار أربسيما على ترك إيمانها، تعرضت لتعذيب شديد، إذ كُسرَت أسنان والدتها أمامها لتثنيها عن قرارها، لكنها تشددت أكثر في إيمانها ودفعت الوالي فسقط مغشيًا عليه. وعندما عجز عن إخضاعها أمر بقطع لسانها وفقء عينيها وتمزيق جسدها الطاهر حتى نالت إكليل الشهادة.
وبعدها قُتلت رفيقاتها العذارى بنفس القسوة، ونلن جميعًا أكاليل المجد السماوي. وإذ رأى الوالي ما حل به من اضطراب نفسي، صلى لأجله القديس غريغوريوس أسقف أرمينية فتعافى، وأعلن إيمانه بالمسيح، ودفن أجساد القديسات في موضع مقدس تخليدًا لذكرى نقائهن وثباتهن في الإيمان حتى الموت.