أسعار الذهب تشتعل عالميًا والمؤشر يتجاوز التوقعات
مؤشر الذهب، في ظل توتر الأسواق العالمية، وتذبذب العملات، وتزايد المخاوف من ركود اقتصادي قادم، يواصل الذهب تقدمه، حيث واصلت أسعار الذهب مسارها الصعودي القياسية للجلسة الرابعة على التوالي، حيث اخترق المؤشر حاجز الـ 4000 دولار للأوقية للمرة الأولى على الإطلاق خلال تداولات اليوم الأربعاء الموافق 8 أكتوبر 2025.
أسعار الذهب عالميا
وسجلت أسعار عقود الذهب الفورية صعودًا قويا 1.48% أو بنحو 59 دولار، لتصل إلى 4,044 دولار للأوقية تقريبا، وفي نفس الوقت، قفزت أسعار عقود الذهب الآجلة، تسليم شهر ديسمبر بنسبة بلغت 1.57% لتتداول قرب المستوى 4,066.80 دولار للأوقية.
وجاء صعود أسعار الذهب وسط تدهور معنويات المخاطرة للمستثمرين وتفضيل اقتناء الذهب كملاذ آمن، خصوصا مع استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لليوم السابع على التوالي، وما يترتب عليه من غياب البيانات الاقتصادية الهامة والتي يستعين بها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عند اتخاذ قرارات السياسة النقدية.
اقرأ التالي: رئيس شعبة الذهب يكشف سر الارتفاع الجنوني في أسعار المعدن الأصفر بالصاغة

التداولات الأخيرة على الذهب
ونتيجة لتفاقم حدة عدم اليقين، شهد الذهب إقبالا قويا من جانب المستثمرين خلال التداولات الأخيرة، كما عزز تزايد مشتريات البنوك المركزية العالمية الزخم الصعودي لأسعار الذهب كبديل استراتيجي عن السندات الأمريكية والاعتماد الزائد على الدولار.
وفي هذا الصدد، ارتفعت احتياطيات بنك الصين الشعبي من الذهب لتسجل 283.29 مليار دولار بنهاية شهر سبتمبر 2025، مقابل 253.84 مليار دولار في أغسطس المنتهى.
جدير بالذكر ايضا وجدت أسعار الذهب دعما جراء الأنباء التي وردت بشأن احتمالية انتهاك الاتفاق التجاري الأوروبي الأمريكي الأخير، بعدما أفادت بلومبيرج بأن مسؤولين أوروبيين، يواجهون مطالب أمريكية جديدة لتقديم تنازلات قد تقوض الاتفاق التجاري الأخير الذي أبرمه دونالد ترامب، ما فاقم حالة عدم اليقين، وهذا دعم أسعار الذهب.
اقرا التالى:المعدن الأصفر يشتعل، الذهب يواصل الارتفاعات بجميع الجرامات

لماذا يعتبر الاستثمار في الذهب خيارًا ذكيا؟
يعتبر الاستثمار في الذهب من الأدوات الهامة التي يعتمد عليها المستثمرون لتحقيق أهدافهم المالية، وذلك لما يتمتع به الذهب من مزايا تجعله خيارًا استثماريًا ذكيًا، ومن أبرز هذه المزايا:
-يمثل الاستثمار في الذهب وسيلة فعالة لنمو الأموال، حيث تزداد قيمته بمرور الوقت.
-يساهم الاستثمار في الذهب بشكل خاص في الحفاظ على قيمة المال على المدى الطويل.
-يساعد الاستثمار في الذهب على بناء محفظة استثمارية قوية ومتنوعة.
-يشكل الاستثمار في الذهب وسيلة هامة للادخار والتحوط ضد مخاطر التضخم المرتفعة.
الذهب عالميًا في مفترق طرق
شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية ليصل المؤشر إلى مستوى 4050 دولارًا للأونصة، وأكد خبراء سوق المال أن تراجع قيمة مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، وقد عزز من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن، ويعزى هذا التراجع إلى التحركات السياسية الأمريكية، حيث ضغط الرئيس الأمريكي ترامب على تخفيض أسعار الفائدة وتجاوز الرسوم، بينما لمح وزير الخزانة إلى احتمال زيادتها، مما أدى إلى حالة من الترقب وعدم اليقين في الأسواق.
يتداول الذهب عند تلك النقطة
يتداول الذهب اليوم حول 3500 – 4500 دولار للأونصة، مدفوعًا بضعف الدولار والأجواء التجارية المتوترة، في حين يتلقى دعمًا من تحذيرات البنوك الكبرى، ومع ذلك يعكس مؤشر نشاط التداول حالة من الترقب وسط إشارات تدعو للحذر من تصحيح طفيف محتمل قريبًا.

أداء الذهب من بداية 2025
جدير بالذكر في بداية عام 2025، استمر الذهب في رحلة صعودية قوية بدأت في 2024، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 29% منذ بداية العام، ولامس مستويات قياسية في أبريل 2025.
وهذا الارتفاع جاء مدعومًا بعوامل متعددة، أبرزها استمرار مشتريات البنوك المركزية، خاصة في الاقتصادات الناشئة، التي سجلت طلبًا صافيًا يقارب 710 أطنان ربع سنوية، ومع ذلك شهدت الأسعار تقلبات حادة، حيث تراجعت إلى حوالي 3250 دولارًا بحلول 30 يونيو 2025، بعد أن وصلت إلى ذروتها عند 3396 دولارًا في يونيو.
وفي يناير 2025، بدأ الذهب العام عند مستويات قريبة من 3000 دولار، مدعومًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي عززت جاذبية الذهب كملاذ آمن، وخلال الربع الأول، سجل الذهب مستوى قياسيًا، مدفوعًا بالتضخم المستمر والتوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ومع ذلك، في يونيو المنصرم تأثر السوق بتراجع الطلب على الملاذ الآمن بعد اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما قلل من التوترات التجارية ودفع الأسعار للهبوط بحوالي 100 دولار من ذروتها.