فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة القبطية تحيي ذكرى القديس أسطاثيوس، الوزير الذي صار شهيدا

الكنيسة، فيتو
الكنيسة، فيتو

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى استشهاد القديس أسطاثيوس وولديه وزوجته، الذين قدموا مثالًا نادرًا في الإيمان والصبر والثبات أمام التجربة.

ويُروى أن القديس أسطاثيوس، الذي كان يُعرف قبل إيمانه باسم "أفلاكيدس"، كان أحد وزراء مملكة الرومان، عُرف بسخائه ورحمته رغم أنه لم يكن يعرف الله. وبينما كان يصطاد في البرية، ظهر له من بين قرون أيلٍ صليب مضيء يمتد نحو السماء، فسمع صوت الرب يدعوه للإيمان بالمسيح، ويمنحه اسمًا جديدًا هو "أسطاثيوس"، منذرًا إياه بأن طريقه الجديد سيُكلّفُه الكثير من التجارب.

فما إن تعمّد هو وزوجته وولداه، حتى وزّع أمواله وأملاكه وترك مدينة رومية، ليبدأ رحلة طويلة من الألم والامتحان. فقد خسر زوجته بعدما احتجزها أصحاب السفينة التي أقلّتهم، ثم فقد ابنيه الواحد تلو الآخر بعدما افترسهما الأسد والذئب وهو يحاول عبور النهر بهما. عاش بعد ذلك في عزلةٍ واحتياجٍ، حارسًا لبستان، حتى شاءت العناية الإلهية أن تعيده الأقدار إلى موقعه القديم عندما عُرف أمره صدفة فعاد إلى القصر وزيرًا.

وفي أثناء حرب كبرى استُدعي لجمع الجنود، فقاد جيشًا ضمّ فيه ولديه اللذين لم يكن يعرف أنهما نجيا من الموت، حتى التقيا وتعارفا بعد فراق طويل في مشهدٍ روحي مؤثر. وبعد سنوات من الغربة والدموع، اجتمع شمل الأسرة في البستان ذاته، حيث عرف الزوج زوجته والولدان أباهما، وفرح الجميع بعمل الله العجيب الذي جمعهم من جديد.

لكن فرحتهم لم تدم طويلًا، إذ مات الملك المؤمن وخلفه ملك وثني أمرهم بعبادة الأصنام، فرفضوا بثباتٍ وإيمان. عندها أمر بإلقائهم في قدرٍ من النحاس أُوقدت تحته النار، فأسلموا أرواحهم بسلام ونالوا أكاليل المجد الأبدي.

وتحتفل الكنيسة في هذا اليوم بذكراهم، مستحضرةً معاني الفداء والصبر والإيمان، ومؤكدة أن قصة أسطاثيوس ليست فقط سيرة شهيدٍ بل رمزٌ لعائلةٍ واجهت التجربة بالإيمان، وخرجت منها مكللةً بالمجد الأبدي.