فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

يونان النبي، الكنيسة تحيي ذكرى الهارب من وجه الله

الكنيسة، فيتو
الكنيسة، فيتو

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تذكار نياحة يونان النبي الذي عاش في القرن التاسع قبل الميلاد، ويُعد أحد أبرز الأنبياء الذين ارتبطت سيرتهم بالرمزية اللاهوتية العميقة في الكتاب المقدس.

 

قصة يونان النبي

وتشير المصادر الكنسية إلى أن يونان بن أمتاي، الذي يُروى أنه ابن الأرملة التي أقامها إيليا النبي من الموت، قد نال نعمة النبوة وتكليفًا إلهيًا بالذهاب إلى مدينة نينوى لينذر أهلها بقرب هلاكهم. غير أن النبي، إدراكًا منه لرحمة الله واحتمال قبول توبة أهل المدينة، خشي أن يُتهم بالكذب إذا تابوا ورُفع عنهم القصاص، فهرب إلى يافا واستقل سفينة متجهة إلى ترشيش.

 

لكن الريح العاصفة كشفت هروبه، فألقى به البحارة في البحر بعد أن وقعت عليه القرعة، ليبتلعه حوت عظيم مكث في جوفه ثلاثة أيام وثلاث ليال، في مشهد صار رمزًا نبوئيًا لقيامة المسيح بعد ثلاثة أيام من القبر. وبعد نجاته، عاد يونان إلى رسالته ودخل نينوى وأنذر سكانها، فتابوا جميعًا من الملك إلى عامة الشعب، فرفع الله عنهم العقاب وقبل توبتهم.

 

عاش يونان قرابة المائة عام، وتنبأ لنيف وسبعين سنة في زمن آموص وابنه عوزيا، وتنيّح بعد أن أتم رسالته النبوية التي سبقت مجيء السيد المسيح بأكثر من تسعمائة عام. ويُحتفى بذكراه اليوم كأحد الأنبياء الذين جسّدوا بعمق مفهوم التوبة ورأفة الله، وظلّت سيرته شاهدًا على أن لا هروب من وجه العلي، وأن الغفران يظل أوسع من الهلاك.