فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

من قصص القرآن الكريم، لماذا اضطهد فرعون بني إسرائيل؟

لهذه الأسباب كان
لهذه الأسباب كان فرعون يسيء معاملة بني إسرائيل، فيتو

نستعرض في السطور التالية مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة. 

في قصة سيدنا موسى، لهذه الأسباب كان فرعون يسيء معاملة بني إسرائيل

نبي الله موسى، هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام.

في قصته، قال الله تعالى: "واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا" (مريم: 51 – 53). 

وصفه القرآن الكريم بالرسالة والنبوة والإخلاص والتكليم والتقريب. 

هارون رسولٌ مع أخيه موسى

وأنعم الله، تعالى، عليه بأن جعل أخاه هارون نبيا، وورد ذكره في مواضع كثيرة متفرقة من القرآن الكريم، حيث أورد قصته في مواضع متعددة مبسوطة، ومتوسطة، ومختصرة.
وقد حفلت التفاسير بالآثار المنقولة من الإسرائيليات.
يقول الله تعالى، في محكم آياته: "طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" (القصص: 1 – 6). 
يسجل تعالى ملخص القصة ثم يبسطها بعد هذا، فذكر أنه سبحانه يتلو على نبيه خبر موسى وفرعون بالحق; أي بالصدق الذي كأنَّ سامعه مشاهدٌ للأمر، معاينٌ له. إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا أي: تجبر وعتا، وطغى وبغى، وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الرب الأعلى. 
ومعنى "وجعل أهلها شيعا"، أي: قسَّم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع، يستضعف طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل، الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله. وكانوا آنذاك خير أهل الأرض، وقد سلط الله عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر، يستعبدهم ويستخدمهم في أخس الصنائع والحرف، وأردئها، وأدناها، ومع هذا يذبح أبناءهم، ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين، وكان الحامل له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما كانوا يأثرونه عن إبراهيم الخليل، عليه السلام، من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه.

الله عصم "سارة" من ملك مصر

ويُروى أن ذلك حين أساء ملك مصر إلى سارة زوج سيدنا إبراهيم، عليه السلام، وأرادها على السوء، وعصمة الله لها. 
واشتهرت هذه البشارة في بني إسرائيل، فتحدث بها القبط فيما بينهم، ووصلت إلى فرعون في مجلس مسامرته مع أمرائه وخلصائه، وهم يسمرون عنده، فأمر عند ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل; خوفا من وجود هذا الغلام بينهم.

رؤيا فرعون

وروى بعضٌ من الصحابة أن فرعون رأى في منامه كأنَّ نارا قد أقبلت من نحو بيت المقدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط، ولم تضر بني إسرائيل، فلما استيقظ هاله ذلك فجمع الكهنة والسحرة وسألهم عن ذلك، فقال له الكهنة: هذا غلام يولد من بني إسرائيل، يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه. فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النساء. 
وفي هذا قال الله تعالى: "ونريد أن نمُنَّ على الذين استُضعفوا في الأرض (وهم بنو إسرائيل) ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"، أي: الذين يئول ملك مصر وبلادها إليهم، "ونمكن لهم في الأرض، ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون"، أي: سنجعل الضعيف قويا، والمقهور قاهرا، والذليل عزيزا. 
وهذا كله حدث لبني إسرائيل; كما قال تعالى: "وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا" (الأعراف: 137).
ويقول تعالى: "فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل" (الشعراء: 57 – 59).

فرعون يأمر بقتل كل مولود ذكر

وقد أخذ فرعون كل سبل الحيطة، والحذر حتى لا يجيء الغلام الذي سيصبح نبيا ويكون هلاكه على يديه، كما تقول البنوءة، لدرجة أنه جعل رجالا وقوابل (جمع قابلة) يدورون على الحبالى، ويعلمون ميقات وضعهن، فلا تلد امرأة ذكرا إلا ذبحه أولئك الذباحون من ساعته. 


ويروي أهل الكتاب أنه إنما كان يأمر بذبح الغلمان لتضعف شوكة بني إسرائيل، فلا يقاومونهم إذا غالبوهم أو قاتلوهم. وفي هذا نظر، بل هو باطل، وإنما وقع هذا بعد بعثة موسى فجعل يقتل الولدان، كما قال تعالى: "فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم" (غافر: 5). ولهذا قالت بنو إسرائيل لموسى: "أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا" (الأعراف: 129). 
والصواب أن فرعون إنما أمر بقتل الغلمان أولا خوفا من وجود موسى عليه السلام.