كيف نجت حماس في قطر؟

عميل لإسرائيل في الدوحة أبلغهم أن قادة حماس سيجتمعون في مقرهم بالدوحة لإعداد الرد على خطة الرئيس الأمريكي ترامب لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع المخطوفين دفعة واحدة، والإفراج عن ثلاثة آلاف سجين فلسطيني بعضهم من المحكوم عليهم بأحكام مؤبدة.. 

الرئيس الأمريكي منذ أعلن خطته يطالب حماس بسرعة الرد لإطلاق سراح المخطوفين استجابة لنداءات عائلاتهم، وعندما تأخرت حماس في الرد هدد ترامب في تحذيره الأخير أنه إذا لم يصل الرد غدا سيشعل النار في غزة، وكان من الطبيعي أن يجتمع قادة حماس خالد مشعل وخليل الحية وباقي القيادات لمناقشة تفاصيل خطة ترامب وإعداد الرد وتسليمه للوسيط القطري، الذي يبلغه بدوره للوسيط الإسرائيلي لإبلاغ الرئيس الأمريكي.. 

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو انتهز الفرصة لتوجيه ضربة قاصمة لقادة حماس وتصفيتهم على غرار تصفية حسن نصر الله وقيادات حزب الله في الضاحية الجنوبية بلبنان، والقيادات الإيرانية، ليبدأ خطته لتصفية القضية الفلسطينية والرهائن، ويشعل المنطقة.. 

تم إبلاغ ترامب بالخطة وحصل نتنياهو على الضوء الأخضر، وانتقل إلى غرفة العمليات ليتابع تنفيذها على الهواء، ويعلن انتصاره وينقذ ماء وجهه خاصة بعد العملية الأخيرة في مستوطنة راموت بالقدس الشرقية، والتي أطلق فيها مسلحان فلسطينيان النار على ركاب حافلة إسرائيلية مما أدى لمقتل 7 إسرائيليين وإصابة 22 آخرين، قبل أن يستشهدا بعد أن أطلق أحد الجنود الإسرائيليين النار عليهما.. 

وأثناء اجتماع قادة حماس لمناقشة الرد على مقترحات ترامب تلقوا تحذيرا بسرعة لمغادرة المكان لاحتمال تعرضهم للخطر، فغادروا القاعة لمكان آخر وتركوا هواتفهم المحمولة فيها وخدعوا الطيران الإسرائيلي الذي يتتبع إشارات الهواتف لتوجيه ضرباته عليها، ونسي خليل الحية أن ابنه همام موجود في مقر السكن.. 

وبعد دقائق معدودة حلقت الطائرات الإسرائيلية في سماء الدوحة دون أن تلتقطها أجهزة الرادار أو تعترضها أية وسائل للدفاع الجوي أو الصواريخ، وقصفت بالصواريخ الدقيقة مقر اجتماع قادة حماس والمجمع السكني الملحق به، وأعطت التمام لقاعدتها في إسرائيل بأنها نفذت المهمة بنجاح..

وطبعا نتنياهو وعصابته كانوا يتابعون العملية على الهواء مباشرة، وشاهدوا ألسنة اللهب والدخان وهي تغطي المنطقة، وكان أول خبر عن العملية نقله هو أكسيوس الأمريكي، وبدأ يذيع أسماء قادة حماس الذين قتلوا في هذه العملية.. 

وبدأت ردود الأفعال في الدوحة وفي أنحاء العالم تستنكر هذه العملية الغاشمة والفاشلة، خاصة بعد أن أعلنت حركة حماس أن قادتها بخير ونجوا من هذه العملية الجبانة، واتصل ترامب بأمير قطر وأبلغه أن هذه العملية لن تتكرر مرة ثانية!

بينما اتصل القادة والملوك العرب من مصر والدول العربية بأمير قطر يعلنون مساندتهم لقطر، ورفضهم لهذه العملية الجبانة التي تتعارض مع القانون الدولي والمواثيق الدولية، وما زالت تتواصل ردود الأفعال التي تندد وتستنكر هذه العملية الجبانة.. 

وقال أمير قطر إن اختراق المجال الجوي للبلاد بالطائرات الإسرائيلية لن يمر دون عقاب، وأبلغت قطر مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد إسرائيل، وقال ترامب إنه سيلقي بيانا حول هذا الموضوع، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن بلاده ستتعقب قادة حماس في أي مكان في العالم!