البابا تواضروس يوجه رسائل لشباب الإسكندرية: اشبعوا بالكنيسة وتسلحوا بالمعرفة
قدم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مجموعة من النصائح والإرشادات التي حملت معاني عميقة حول التمسك بالكنيسة والإيمان والمعرفة، وذلك في لقاء روحي مع شباب الإسكندرية.
ودعا قداسة البابا تواضروس الثاني الشباب إلى الشبع بالكنيسة والارتواء من تعاليمها، مشددًا على أهمية الدراسة والتعلم ليكونوا قديسين ومعلمين على نهج القديس أثناسيوس الرسولي، قائلًا: "اشبع بالكنيسة وادرس وتعلم لتصير مثل أثناسيوس".
وأكد أن عمق الحياة الكنسية هو السبيل للنمو بالجهاد والمعرفة، مبرزًا ضرورة التدقيق في الوقت والعمل والمعرفة، وضرب مثالًا بآريوس الذي غيّر حرفًا واحدًا فغيّر به المعنى بأكمله، موضحًا أن أثناسيوس كان شابًا وقتها لكنه استطاع مواجهة التيار الآريوسي بفضل معرفته وشبعه بالكنيسة والحياة الروحية.
كما عبّر البابا تواضروس الثاني عن ثقته الراسخة في الكنيسة القبطية قائلًا: "أتعجب ممن يخافون على الكنيسة، فكنيستنا مثل الجبل لا يؤثر عليها أحد، بل هي التي أثرت وتؤثر، فهي كنيسة معلمة، وكنيسة الشهداء التي حفظت إيمانها"*.
وأشار قداسته إلى عراقة الكنيسة القبطية وامتدادها التاريخي لأكثر من ألفي عام، مضيفًا: "أشكر الله الذي أعطانا أن نعيش في كنيسة عمرها ٢٠٠٠ سنة، بينما ألتقي أحيانًا بمسؤولي كنائس لا يتجاوز عمرها خمسين عامًا، وحتى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية الأكبر عددًا عمرها ١٠٠٠ سنة، وهذا يعكس عظمة كنيستنا وبلادنا".
وفي ختام كلمته، شدد البابا تواضروس على أهمية الخلاص في المسيحية، رافضًا مقولة البعض "ليس المهم الخلاص إنما الإخلاص"، مؤكدًا أن المسيحية لا تعرف سوى الخلاص الذي قدّمه السيد المسيح، باعتباره الخلاص الحقيقي من الخطية التي وصفها بالمرض الروحي الذي أصاب البشرية.