خبير يكشف تداعيات العنف في السودان وآليات وقف الحرب
أكد الدكتور محمد رشوان الخبير بالشأن الأفريقى، أن التقارير الأممية والتحذيرات الصادرة عن منظمة "أنقذوا الأطفال" تشير إلى أن السودان يواجه واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية والتعليمية في المنطقة، حيث يُحرم ثلاثة أرباع الأطفال من حقهم في التعليم بسبب استمرار الحرب وانهيار البنية التحتية.
وأوضح: يكشف ذلك حجم الكارثة والمعاناة التي أصبح يعيش فيها المواطن السوداني، ويتزامن ذلك مع ما كشفته بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق من ارتكاب مليشيا الدعم السريع جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها لمدينة الفاشر، شملت القتل الممنهج والعنف الجنسي والنهب، مما يعكس حجم الانتهاكات التي يدفع المدنيون ثمنها الأكبر.
العنف في السودان مرشح للاستمرار لعدة أسباب جوهرية
وأكد فى تصريح لفيتو أن العنف في السودان مرشح للاستمرار لعدة أسباب جوهرية؛ أبرزها غياب مؤسسات الدولة وانهيار سلطة القانون، إضافة إلى تعدد القوى المسلحة التي تتنازع دون وجود مركز سياسي قادر على فرض تسوية أو بناء مشروع وطني جامع. كما أن التدخلات الإقليمية والدولية تعقّد المشهد، إذ تحوّل السودان إلى ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية، الأمر الذي يطيل أمد الصراع ويزيد كلفته البشرية والاقتصادية.
استمرار القتال يُنتج جيلًا كاملًا خارج التعليم
وتابع: ما يجعل الأزمة أكثر خطورة هو أن استمرار القتال يُنتج جيلًا كاملًا خارج التعليم، محرومًا من أبسط مقومات المستقبل، مما يهيئ الأرضية لتكريس العنف والفوضى على المدى الطويل. وبغياب أفق تسوية، يظل السودان مهددًا بالانزلاق إلى صراع طويل الأمد على غرار نماذج مأساوية في المنطقة، بما يحمله ذلك من تداعيات مباشرة على الاستقرار الإقليمي والأمن الإنساني.
وقف العنف في السودان يتطلب ضغوطًا دولية وإقليمية حقيقية
وقال: وقف العنف في السودان يتطلب ضغوطًا دولية وإقليمية حقيقية تُجبر الأطراف على الانخراط في عملية تفاوضية شاملة، مع وضع حماية المدنيين وعودة الخدمات الأساسية والتعليم في صدارة الأولويات. فبدون سلام عادل يعيد بناء الدولة ويحمي المجتمع، سيبقى السودان رهينة دائرة عنف مفتوحة لا يعرف أحد متى تنتهي.
وكانت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان، اتهمت اليوم، مليشيا الدعم السريع، بارتكاب جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها لمدينة الفاشر في إقليم دارفور غربي البلاد.
تقرير بعثة الأمم المتحدة في السودان حول الدعم السريع
وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، في تقرير: إن قوات الدعم السريع ارتكبت فظائع، من بينها جرائم حرب، على نطاق واسع خلال الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث.
وقال رئيس البعثة، محمد شاندي عثمان، في بيان: "ارتكبت قوات الدعم السريع المزيد من الجرائم ضد الإنسانية، بما يشمل عمليات قتل وعنف جنسي وعنف قائم على أساس النوع ونهب وتدمير لسبل العيش على نطاق واسع ووصلت في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد والإبادة".