فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

مقتل مسلم بن عقيل، رسول الحسين الذي مهد بدمه لكارثة كربلاء

صورة منسوبة للحسين،
صورة منسوبة للحسين، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 61 هجرية يستعيد التاريخ واحدة من الصفحات الأكثر مرارة في الذاكرة الإسلامية: ذكرى استشهاد مسلم بن عقيل، مبعوث الإمام الحسين إلى الكوفة، والرجل الذي تحوّل وجوده إلى رمز مبكر لملحمة كربلاء.

ملامح من حياة مسلم بن عقيل

مسلم بن عقيل ابن عم الحسين، فهو ابن عقيل بن أبي طالب، أي أنه نشأ في بيت علي بن أبي طالب، وارتبط منذ صغره بروح ذلك البيت الممتلئ بالولاء لقيم العدالة والحق.

وحين تحركت رسائل الكوفيين في العام 60 هـ تدعو الحسين إلى القدوم ومبايعته، كان القرار أن يرسل مسلمًا ليستكشف الأرض، ويقيس نبض الناس، ويكون ممثلًا للحسين بينهم.

دخل مسلم الكوفة متخفيًا، ثم أخذت البيعة للحسين تتوسع على يديه، حتى بايعه الآلاف. لكن السياسة سرعان ما قلبت الموازين، فوالي الكوفة الجديد، عبيد الله بن زياد، قرر نشر الرعب بالتهديد والوعيد، حتى تراجع الناس وتخلى الكثيرون عن بيعتهم وبقي مسلم وحيدًا تقريبًا بعد أن كان محاطًا بالجموع.

مقتل مسلم بن عقيل

اللحظة الفاصلة كانت في قصر الإمارة بالكوفة بعد أن أُلقي القبض عليه بعد مطاردة شرسة، وأُدخل إلى عبيد الله بن زياد، وهناك واجه مصيره بصلابة نادرة.

وروي أنه لم يطلب شيئًا سوى أن يُرسل إلى الحسين من يخبره بخيانة القوم، حتى لا يقع في نفس المصيدة. ثم صدر الحكم بقتله.

قتل مسلم في الكوفة، وأُلقي جسده من فوق قصر الإمارة، ثم دفن قريبًا من المكان الذي يعرف اليوم ب مسجد الكوفة الكبير وصار قبره مزارًا، يجاور ضريح هاني بن عروة الذي شاركه المصير ذاته.

وتعتبر ذكرى مسلم بن عقيل ليست مجرد حدث تاريخي، بل علامة على أن الطريق إلى كربلاء لم يبدأ من الطف مباشرة، وإنما من خيانة الكوفة لابن عمه المبعوث الأمين.

وفي كل عام، يتحول اسمه إلى مفتاح لفهم اللحظة التي سقطت فيها الوعود، وتهيأت الأرضية لمأساة كربلاء التي غيرت مسار التاريخ الإسلامي