في رسالة غاضبة إلى وزير الثقافة.. المايسترو سليم سحاب: أتعرض لاضطهاد ممنهج وحرب حاقدة وتصفية حسابات من قيادات الوزارة
في رسالة نارية نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قبل أن يحذفها سريعًا، شن المايسترو سليم سحاب هجومًا على عدد من قيادات وزارة الثقافة، متهمًا إياهم بما وصفه بإعلان الحرب عليه وتعطيل مشروعه الفني الذي يستهدف اكتشاف المواهب الفنية.
كشف المايسترو سليم سحاب في بيانه “المحذوف” عن تفاصيل صادمة لما رآه "حربا خفية" يتعرض لها داخل المؤسسات الثقافية، معتبرًا نفسه “ابنًا لوزارة الثقافة وبيته الأول”.
وجَّه “سحاب” رسالته الغاضبة إلى وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، مؤكدًا تعرضه لـ"الاضطهاد والحقد وتصفية الحسابات الشخصية"، متسائلًا: "هل يستطيع أحد الاستمرار في ظل هذه الإحباطات؟"
“سحاب” استهل رسالته بالتعبير عن أمله الكبير الذي تولد لديه فور لقائه الأول بالوزير “هنو” في وقت سابق، حيث رأى فيه "قائدًا يمتلك رؤية وقدرة على التغيير"، كاشفا عن أنه قدم للوزير ثلاث مبادرات فنية عملاقة، قام بتنفيذها بمفرده "بكل إخلاص وتفان"، وهي المشروعات التي قوبلت بحماس وتقدير من الوزير.
ولفت “سحاب” إلى أن عبارة الوزير "عودة محمودة" فهمها على أنها وعد بعودته إلى دار الأوبرا المصرية، وإصلاح ما تعرض له من مهزلة، عبر سلطة الوزير على رئيس الأوبرا. وهنا نذكر أن الوزير حرص على زيارة “سحاب” في وعكته الصحية الأخيرة، ما يعكس طبيعة العلاقة القوية التي تربطهما.
“سحاب” كشف عن مواجهته "حربًا مهينة" منذ بداية العمل على المشروع الأول: أوركسترا وكورال وطني من 26 محافظة بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة، واصفا هذه الحرب بأنها كانت "من قبل نائب رئيس الهيئة والفنان رئيس قطاع الموسيقى"، اللذين تجاهلا تاريخه ومشواره الفني، مضيفا أنه حاول التواصل معهما عبر الرسائل والمكالمات دون جدوى، ما دفعه للتوجه بنفسه إلى قصر ثقافة الجيزة لإعلان بدء المشروع، لكن ذلك "زاد الأمر اشتعالًا"، على حد تعبيره.
وأشار سحاب إلى أنه تحمل مسؤولية تدريب الفرق في إقليم القاهرة الكبرى بمفرده، ونجح في توثيق التدريبات لإثبات جدارة المشروع، ورغم تدخل الوزير لحل مشكلة التنقلات، استمرت ما وصفه بـ "الحروب" في المحافظات، ما أدى إلى تراجع أعداد المتقدمين، كاشفا عن تلقيه شكاوى من أن قادة الفرق حذروا الشباب من المشاركة في مشروعه، وأن من غامر وتم قبوله "تم إيقافه بالفعل عن المشاركة معهم"!
واعتبر “سحاب” أن المشكلة الكبرى تكمن في تنفيذ مشروع المسرح الغنائي بدار الأوبرا، حيث واجه ما وصفه بـ "الحرب السوداء الحاقدة"، متهما رئيس الأوبرا ومدير الموسيقى الشرقية بمحاربة عودته منذ سنوات، زاعما أنهما يماطلان في التنفيذ "تحت قناع المحبة والاحترام الزائف"..على حد تعبيره في الرسالة المحذوفة.
ورأى “سحاب” أن السبب المعلن لرفض وجوده هو "أنه لبناني والأوبرا يجب أن تكون للمصريين"، وهو ما اعتبره صدمة، مؤكدًا أن "الأوبرا ملك لمصر، يتحكم فيها وزير مكلف بنظرة شمولية، لا لمصالح أشخاص".
وكشف “سحاب” عن تلقيه اتصالًا من رئيس هيئه قصور الثقافة خالد اللبان، الذي وصفه بـ" المقرب من الوزير"، يدعوه فيه للعودة، وهو ما استجاب له، لكنه فوجئ بإعلان الوزير عن المهرجان والبرنامج السنوي لدار الأوبرا وجميع الفعاليات "التي تخلو من وجودي"، رغم "المجهود والتفاني الذي أقدمه"، بحسب ما ورد في نص الرسالة الغاضبة.
ووصف “سحاب” حالته بعد هذه الصدمة، حيث ارتفع ضغط دمه لأول مرة ودخل المستشفى، لكنه أصر على السفر لالتزامه بمشروعه في إقليم الشرقية. مضيفًا أنه علم بإصرار رئيس الأوبرا على استبعاده من المهرجان "بحجج كاذبة وواهية" -على حد تعبيره- ما أدى إلى ارتفاع ضغط دمه مجددًا ودخوله المستشفى بسبب "الاضطهاد وعدم التقدير لرمز أعطى وتفانى ولا يزال"، على حد قوله.
واختتم المايسترو رسالته الغاضبة متسائلا: "من يستطيع المضي قدمًا في ظل هذه الضغوطات والمهازل من حاقدين؟" معربًا عن اعتقاده بأن من وصفهم بـ"هؤلاء الحاقدين"، "لا يعرفون كيف يفعلون ما أفعله ولا يريدون مني أن أفعله".
“سحاب” اختتم رسالته مؤكدا بأنه في فترة نقاهة، متطلعًا إلى تغيير من وصفهم بـ"القيادات الضارة، صاحبة المصالح"، حتى يتمكن من استئناف حماسه ومشروعه وتحقيق آمال الموهوبين.
اللافت أن “سحاب” حذف هذه الرسالة النارية من حسابه الشخصي، فهل استشعر حرجًا، أو وجد أنه تسرعا في إعلان غضبه، أم تلقى تطمينات من الوزير أو غيره؟ ولكن في كل الأحوال فإن هذه الرسالة تكشف أن هناك عوارًا ما يستشري داخل وزارة الثقافة، ربما لا يكون بعلم الوزير، وربما تكون هناك حلقة مفقودة بين “سحاب” وبين قيادات الوزارة.. فهل يتدخل الوزير بنفسه لنزع فتيل الأزمة وتصويب المسار وتصحيح خطأ ربما كان مقصودا أو غير مقصود؟