فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

التحميص اليدوي سر النكهة المميزة..حكاية مطحنة بن في طنطا عمرها 105 أعوام (فيديو)

حكاية أقدم مطحنة
حكاية أقدم مطحنة بن في طنطا

على بعد خطوات قليلة من مسجد السيد البدوي بمدينة طنطا ، حيث تزدحم الشوارع بالزائرين، يختبئ مطحن صغير يبدو للوهلة الأولى مثل أي محل قديم، لكن ما أن تقترب حتى تأخذك رائحة البن المحمّص إلى رحلة زمنية تمتد لأكثر من قرن.

إرث يتوارثه الأحفاد

في قلب المطحن يجلس أحمد شديد آخر أحفاد العائلة التي أسست المكان قبل أكثر من مائة عام ، يحكي بابتسامة هادئة: المطحنة دي مش مجرد شغل.. دي حكاية عيلة كاملة.. جدي وأبويا كانوا هنا بنفس المكان بنفس الأدوات بنفس الريحة اللي عاشوا بيها.

لا تزال آلات التحميص القديمة وأدوات الطحن اليدوية تحتل مكانها كما تركها الأجداد ولم يغزوها التطوير الحديث، وكأن الزمن توقف عندها لتبقى شاهدًا على أن المذاق الأصيل لا يتغير.

سر البقاء

في الوقت الذي تحوّل فيه معظم المطاحن والمقاهي إلى التكنولوجيا الحديثة حافظ أحمد على أسلوب التحميص اليدوي. يقول: الناس بتيجي هنا مش بس عشان القهوة.. بتيجي عشان تعيش التجربة وتشم ريحة البن وهو بيتحمص وتشوف بعينها إزاي بيتعمل زي زمان.

ويضيف "شديد" زبائن المطحن ليسوا من طنطا فقط بل من مدن وقرى مجاورة وحتى بعض الزوار من المحافظات الأخرى الذين يأتون إلى مسجد السيد البدوي، يعتبرون المرور على المطحن جزءًا من رحلتهم الروحانية.

ما وراء الرائحة

ويؤكد "شديد" أن مطحن أحمد شديد ليس مجرد مشروع تجاري بل رمز للمقاومة الثقافية أمام زحف "القهوة السريعة" والماركات العالمية، والمكان يصرّ على أن القهوة ليست مجرد مشروب بل طقس اجتماعي وثقافي، يحمل في كل فنجان تاريخ مدينة بأكملها.

وفي نهاية جولتك داخل المطحن تفهم أن سر البقاء لأكثر من مئة عام لا يكمن فقط في البن أو المطحن، بل في إصرار الأحفاد على الحفاظ على ما ورثوه وكأنهم يقولون: الرائحة قديمة.. لكنها لن تختفي.