فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

حسين عبد الرازق، صوت الفقراء والمهمشين في الصحافة والسياسة

حسين عبد الرازق،
حسين عبد الرازق، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 2018  رحل الكاتب الصحفي  حسين عبد الرازق، أحد أبرز وجوه اليسار المصري في النصف الثاني من القرن العشرين، والقيادي البارز في حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، الذي ظل صوتًا معارضًا حاضرًا في الساحة السياسية رغم صعوبة الظروف.

حياة ونشأة حسين عبد الرازق

ولد عبد الرازق عام 1936، وعرف مبكرًا طريقه إلى الصحافة والعمل العام. انخرط في النشاط اليساري منذ سنوات شبابه، وظل مؤمنًا بفكرة العدالة الاجتماعية والدولة المدنية حتى آخر أيامه. تولى رئاسة تحرير جريدة الأهالي، لسان حال حزب التجمع، وحوّلها إلى منبر للتيار اليساري وصوت للطبقات المهمشة والعمال والفلاحين.

في مقالاته وكتاباته، لم يتردد في مواجهة سياسات الانفتاح الاقتصادي التي بدأت في عهد السادات، محذرًا من آثارها على بنية المجتمع المصري. كما كان من أوائل الأصوات التي دافعت عن الحريات العامة وحقوق النقابات المهنية، مؤكدًا أن الديمقراطية لا تنفصل عن العدالة الاجتماعية.

وعندما وافته المنية في 2018، نعته الأوساط الصحفية والسياسية بكلمات مؤثرة، فكتبت الأهالي: "رحل عاشق الحرية، وصوت الضعفاء".

 فيما وصفت أخرى مسيرته بأنها "تجسيد لصلابة اليسار المصري في مواجهة العواصف"، وثالثة اعتبرت أن عبد الرازق "ظل حتى آخر أيامه نموذجًا للصحفي الملتزم بقضايا الوطن، قبل أي حسابات أخرى".

رحل حسين عبد الرازق، لكن حضوره ما زال قائمًا في ذاكرة اليسار المصري، وفي سجلات الصحافة التي تذكره كواحد من الأصوات النادرة التي جمعت بين الالتزام السياسي والمهنية الصحفية.

تاريخ اليسار المصري

بدأت جذور اليسار المصري في بدايات القرن العشرين، متأثرة بالثورة البلشفية الروسية عام 1917 وصعود الحركات العمالية والنقابية. 

وظهرت المجموعات الماركسية الأولى في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، مستندة إلى بيئة صناعية ناشئة وحركة طلابية صاعدة، لكنها واجهت تضييقًا أمنيًا متواصلًا من سلطات الاحتلال البريطاني والملك.

مع ثورة يوليو 1952، دخل اليسار مرحلة جديدة، إذ تبنى النظام الناصري كثيرًا من شعارات العدالة الاجتماعية والإصلاح الزراعي، وضم بعض الكوادر اليسارية داخل مؤسسات الدولة.

 لكن في المقابل، جرى تفكيك التنظيمات الماركسية المستقلة، وظل حضور اليسار مرتبطًا بهوامش سمح بها النظام في إطار الدولة القومية.

في السبعينيات، ومع سياسة الانفتاح الاقتصادي وصعود التيار الإسلامي، وجد اليسار نفسه في موقع معارضة شرسة بعد أن تأسس حزب التجمع عام 1976 كإطار شرعي يضم طيفًا واسعًا من الشيوعيين والناصريين واليساريين المستقلين، وأصدر صحيفة الأهالي كمنبر معارض لسياسات السوق والانحياز للغرب.

ورغم تراجع وزنه الانتخابي في العقود الأخيرة، ظل اليسار المصري حاضرًا في النقابات المهنية والعمالية، وفي الدفاع عن الحريات العامة والحقوق الاجتماعية، وبقيت رموزه، مثل خالد محيي الدين وحسين عبد الرازق، تمثل جيلًا رفع شعار "العدالة أولًا"، حتى وإن تغيرت الموازين السياسية من حوله.