فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل مراد الخامس، "السلطان الأسير "

مراد الخامس، فيتو
مراد الخامس، فيتو

تحل اليوم الذكرى الـ121 لوفاة السلطان العثماني مراد الخامس السلطان الرابع والثلاثين للدولة العثمانية، الذي لم يكد يجلس على العرش حتى أُطيح به سريعًا، ليقضي ما تبقى من عمره في عزلة قسرية داخل قصره حتى وفاته في 29 أغسطس 1904. 

من هو مراد الخامس ؟

ولد مراد الخامس عام 1840، وهو الابن الأكبر للسلطان عبد المجيد الأول، وتلقى تعليمًا متأثرًا بالثقافة الأوروبية، حتى عرف عنه شغفه بالموسيقى الغربية وقراءته للأدب الفرنسي. 

تولى الحكم في مايو 1876 بعد خلع عمه السلطان عبد العزيز في ظروف مضطربة اتسمت بالغموض والمؤامرات داخل القصر.

لكن حكمه هو الآخر لم يدم سوى 93 يومًا فقط؛ إذ قيل إنه أصيب بانهيار عصبي حاد بعد مقتل عمه عبد العزيز، ولم يعد قادرًا على إدارة شؤون الدولة.

هنا اجتمع رجال الدولة وأعلنوا عزله، ليخلفه شقيقه السلطان عبد الحميد الثاني، الذي سيصبح لاحقًا أحد أبرز السلاطين وأكثرهم إثارة للجدل في التاريخ العثماني.

إرث السلطان الأسير

بعد عزله، عاش مراد الخامس بقية حياته تحت الإقامة الجبرية في قصر "تشيراغان" بإسطنبول، وسط حراسة مشددة. 

ورغم محاولات أنصاره لإعادته إلى الحكم عبر عدة مؤامرات، إلا أن جميعها باءت بالفشل، وبقي بعيدًا عن المشهد السياسي حتى وفاته عام 1904.

ولم يكن إرث مراد الخامس سياسيًا بقدر ما كان رمزًا لحالة الاضطراب داخل الدولة العثمانية في تلك الحقبة. 

يكشف ذلك المؤرخ البريطاني ستانفورد شو الذي وصفه بـ “السلطان المثقف” الذي لم يكن معدًا لتحمل أعباء السياسة الشرقية القاسية فيما اعتبر مؤرخون أتراك أن عزله كان بداية لمرحلة جديدة قادها عبد الحميد الثاني، الذي جمع بين الاستبداد من ناحية ومحاولات الإصلاح من ناحية أخرى.

وتظل سيرة مراد الخامس مثالًا على مفارقات القدر،  سلطان بدأ حياته محاطًا بآمال التحديث والإصلاح، لكنه انتهى سجين قصره، غائبًا عن الأحداث الكبرى التي عصفت بدولته.