الداخلية على الهواء مباشرة
ملايين المصريين يتابعون صفحة وزارة الداخلية على الفيس بوك، الصفحة تعكف على متابعة كل ما يُثار على مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات وصور وشكاوى حول الأمن والخروج على القانون، والكثير من القضايا التي يطرحها المواطنون.
المواطن وجد في هاتفه المحمول أداة نجاة ورقابة، ووجد في موقعه على شبكات التواصل طريقًا آمنًا وسريعًا للوصول إلى أعلى قيادة في وزارة الداخلية، الوزارة من جانبها تهتم بكل ما يُعرض على هذه المواقع، وتتبعه برجالها وضباطها وتصل إلى حلول أسرع من الصوت.
رد الداخلية الذي تبثه على موقعها يحقق مجموعة من الأهداف؛ أولها الردع، وثانيها تقدم الوزارة باعتبارها الأولى بين الوزارات التي تهتم بما يطرحه المواطنون، وثالثها الديناميكية التي تبدو عليها الإدارة الأمنية، حيث تصل إلى مواقع التواصل والأشخاص المتورطين بسرعة مدهشة.
متابعة الجماهير بهذا الشكل تدفع العديد منهم إلى المشاركة؛ المشاركة في رقابة القانون وتصوير الخارجين عليه، ورغم أنه عبء كبير يقع على عاتق الوزارة إلا أن الأداء الأمني في هذا الاتجاه خلق حالة ثقة دفعت الكثير من المعلقين على بوستات الوزارة بقولهم: "خليها تنضف"، وهو تعبير إيجابي يشير إلى حيوية الأداء الأمني في هذا الاتجاه.
وفي كثير من ردود الوزارة ستقرأ عبارة "لم يُبلّغ عنه"، أي أن الذي بث الواقعة اعتبر نفسه مبلِّغًا عن فساد أو مخالفة أو جريمة أو خروج على القانون، ولم يُكلِّف نفسه عناء الذهاب إلى قسم شرطة لتحرير محضر بالواقعة، وهو ما تتعاطى معه الوزارة بنفس جدية البلاغ المحرَّر في أقسام الشرطة.
الردع عنوان كبير يمكن استخلاصه من النتائج السريعة التي تصل إليها الوزارة وتبثها على العامة، حيث يفكر كل من يحاول الخروج على القانون ألف مرة قبل أن يقدم على فعلته، ومن ثم سيكون الردع هو العقاب الذي لا ينجو منه أحد في ظل استمرار الأداء الأمني على حالته الحيوية التي تتابعها الجماهير.
مواجهة الجريمة بهذه السرعة من قبل وزارة الداخلية تدعونا إلى تطبيق هذه التجربة على بقية الوزارات لاستنساخها وتطبيقها خدمة للجماهير، التي لا تجد ردعًا على كثير من مشكلاتها التي تتقدم بها عبر الطرق الإدارية البالية، حيث لا ردود ولا تعاطٍ مع مشكلات نتصور أن وسائل الإعلام الاجتماعي أصبحت تمثل فيه ركيزة أساسية.