ذكرى البطريرك الكسندروس، صوت الحق الذي صمد أمام أريوس
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس البابا الكسندروس بطريرك القسطنطينية، الذي تنيح في مثل هذا اليوم من عام 430 ميلادية.
قصة البابا الكسندروس
يُذكر أن البابا الكسندروس كان من أعلام الكنيسة الجامعة في عصره، وقد تعرض لمحن كثيرة بسبب تمسكه بالإيمان المستقيم ورفضه لمذهب أريوس. وتشير السنكسارات الكنسية إلى أن الإمبراطور قسطنديوس، ابن الإمبراطور قسطنطين الكبير، حاول الضغط عليه لقبول أريوس في شركة الكنيسة، بعد أن كان القديس أثناسيوس الرسولي قد جدد حرمه، إلا أن البابا الكسندروس تمسك بموقفه رافضًا إدخال الهراطقة إلى الكنيسة.
وتروي المصادر أن الكسندروس لجأ إلى الصلاة والصوم مع شعبه لمدة سبعة أيام، طالبًا من الله أن يحفظ كنيسته من البدعة، وفي نهاية الصوم حدثت الواقعة الشهيرة التي انتهت بموت أريوس فجأة، وهو ما اعتبره المؤمنون علامة إلهية تؤكد بطلان تعاليمه. وقد زاد ذلك من مكانة البابا الكسندروس، الذي استمر في قيادة الكنيسة بحكمة وقداسة حتى تنيح بسلام بعد حياة طويلة في الجهاد الروحي.
وتؤكد الكنيسة القبطية، وهي تحتفل بذكراه اليوم، أن سير القديسين تبقى علامات مضيئة في تاريخها، وأن موقف البابا الكسندروس في مواجهة الهرطقة يظل شاهدًا على صلابة الإيمان ووحدة جوهر الثالوث الأقدس التي نادى بها مجمع نيقية المسكوني.