محدش بياكلها بالساهل، رحلة إيمان أقدم "جامعة للتين" مع "الأشواك" في القليوبية (صور)
وسط الأشواك زهرة تسكن داخلها تأخذ منها الصلابة والقوة وتصرف من يحاول الاقتراب منها وكلما حاول الاقتراب أكثر كان الأذى والألم أكبر ولكن إن تتركها وتأمنها أمنتك.
"سيدة الأشواك.. إيمان جامعة التين قصة كفاح بطعم الشقاء والأمل
الحياة بالنسبة لها بيت كبير من الأشواك وبسلاحها في الابتسامة والرضا والوقوف شامخة لا يحنيها الزمن ولا تغير من صلابتها الأيام إنها سيدة التين الشوكي والتي تعمل في جني هذا المحصول المؤلم والمرهق جدا كما هو حال حياتها التي اعتادت أن تواجهها وحدها بعد وفاة زوجها وتحمل مسئولية 3 أبناء بمعاش لا يضمن حياتهم الكريمة فاضطرت أن تعمل في جمع المحاصيل والفاكهة وسط حرارة الشمس والظروف القاسية لتوفير لقمة العيش لهم كما تواجه صعوبة الحياة وقسوتها بالرضا والإيمان إنها إيمان محمد السيد 52 عاما أقدم العاملات في جني حصاد محصول التين الشوكي بمركز طوخ محافظة القليوبية.
لم يكن وجودها وسط الأشواك من محض الصدفة وإنما هو نهاية طبيعية لسيدة تواجه حياة بمفردها بعد وفاة السند فما يفعل شوك ثمرة وما هو حجم الأذى الذي قد يتركه شوك ثمرة التين مقارنة بما تركته أشواك الزمن من علامات على يدها ووجهها وترك أثرها في قلبها تحاول إخفاءها بابتسامة خفيفية تطلقها بين الحين والآخر.
تعودت أن تترك بيتها مع طلوع الفجر وتذهب لجني المحاصيل والفاكهة في النهار وعند الظهيرة تأتي لتدخل الفرحة على أولادها منذ سنوات حتى بعدما كبروا وتزوجت الابنة الكبرى وأنهى ولدها الثاني تعليمه في مؤهل متوسط ويتبقى لها ولد واحد في التعليم لم ينزل تتر النهاية بعد على مسلسل كفاحها وتنتظر أن يعمل ولدها في وظيفة تحفظ لهم كرامتهم وأكل عيشهم.
التين بالنسبة لعمال اليومية مرضية ومحصول لا يقبل عليه الكثير من عمال الجمع نظرا لصعوبته وخطورة جمعه ولكن من يتحمل الأهوال تهون عليه الأشواك.
تتلخص أمنياتها في إنهاء تعليم ابنها والحصول على وظيفة ترحمهم من السؤال وتختم حياتها بزيارة بيت الله الحرام.
