ذكرى مرج دابق، المعركة التي أسقطت المماليك وصنعت مجد العثمانيين
قبل أكثر من خمسة قرون، وتحديدًا في مثل هذا اليوم من عام 1516، دارت رحى واحدة من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ المنطقة: معركة مرج دابق، التي واجه فيها الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم الأول جيوش المماليك بقيادة السلطان قانصوه الغوري، في سهل مرج دابق شمال مدينة حلب ولم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل صراع على زعامة العالم الإسلامي وقيادة طرق التجارة الدولية.
أسباب اشتعال نيران معركة مرج دابق
المقدمات بدأت بتغيير موازين القوى في شرق المتوسط. المماليك الذين حكموا مصر والشام منذ سقوط بغداد، وجدوا أنفسهم في موقع دفاعي بعد أن تمدد العثمانيون سريعًا في الأناضول والبلقان.
المصادر العثمانية – ومنها "تاريخ جلبي زاده" – وصفت سليم الأول بأنه رأى في المماليك عقبة أمام مشروعه الكبير لبسط النفوذ على العالم الإسلامي، خاصة بعد سقوط الشاه الصفوي في جالديران قبل عام واحد فقط. أما المماليك، فكانوا يراهنون على مكانتهم الروحية كحماة الحرمين وخطوط التجارة القادمة من الهند.
في كواليس المعركة، انكشفت أزمات الداخل المملوكي. خيانة بعض أمراء الشام لعبت دورًا حاسمًا، إذ انضم بعضهم إلى المعسكر العثماني، ما أضعف الصفوف قبل بدء القتال.
سلاح الحسم في مرج دابق
أما عن السلاح الذي حسم النزال، فكان المدفعية العثمانية. العثمانيون اعتمدوا على المدافع الثقيلة والبارود – وهي التكنولوجيا التي لم يطورها المماليك بالقدر الكافي – بينما ظل المماليك يعتمدون على فرسانهم وسيوفهم الشهيرة. والفارق كان واضحًا، اد في دقائق من القصف العثماني كسرت صفوف الفرسان، وفتحت المجال لهجوم بري أنهى القتال سريعًا.
النتائج كانت تاريخية. قُتل السلطان قانصوه الغوري في أرض المعركة، وسقطت الشام كلها تحت سيطرة العثمانيين. ومن هناك، فتحت الطريق إلى مصر حيث معركة الريدانية وسقوط القاهرة بيد العثمانيين، لينتهي حكم المماليك رسميًا.
هل حصل السلطان سليم الأول على لقب خادم الحرمين الشريفين ؟
والأهم أن السلطان سليم الأول انتقل لاحقًا إلى الحجاز، وحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، وهو اللقب الذي منح العثمانيين الشرعية الدينية والسياسية لقيادة العالم الإسلامي لقرون تالية.