فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا أنوبيس للقومي.. ومن هذا الإله على بوستر التجريبي؟!

شهد الشهر الماضي فاعليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح والذي حمل البوستر الرسمي له رمزا مصريا للإله أنوبيس إله الموتى، ووقع الكثيرون تحت حالة من الاستغراب الشديد لذلك الاختيار، وقارنوا أيضا بين غرابة التصميم وعدم منطقيته، وبين تصميم بوستر الدورة السابقة لمهرجان المسرح التجريبي، والذي كان يحمل رمزا لدعم القضية الفلسطينية، واستطاع أن يواكب الحدث ويربط حركة الفن المصري بواقع المرحلة.. 

ومنذ ساعات تم نشر البوستر الرسمي لدورة مهرجان المسرح التجريبي في دورته الجديدة من تصميم المصمم المصري مصطفى عوض، حيث وجدت نفسي في نفس الدهشة وثارت تساؤلاتي!

لماذا الإصرار على اختيار رموزا من آلهة المصريين القدامى؟ وما هو معيار اختيار رمزية الإله؟!
لماذا أنوبيس إله الموتى لمهرجان المسرح القومي؟ ومن هذا الإله المرسوم على بوستر مهرجان المسرح التجريبي؟! 

في البداية والبحث تشابهت على الصور ولأني غير متخصصة في المصريات، تصورت أن بوستر التجريبي يحمل صورو الإله "تحوت" إله الحكمة والمعرفة والكتابة، وهنا وجدت ذهني يربط بين البوسترين للقومي والتجريبي، أنوبيس وتحوت، فوجدت ترابطا منطقيا، وفكرته أعجبتني للدمج بين أهم حدثين مسرحيين في مصر.. 

حيث إنه ثمة علاقة وطيدة بين الرمزين أنوبيس وتحوت، كلاهما يشتركان في عملية المحاكمة الإلهية وكلاهما يشيران لفكرة البعث والتجديد والتحرر، ما يرمي برمزيته إلي الترابط والتكامل بين حركتي المسرح التقليدي والتجريبي، الاثنان يهدفان إلى تحرر الرؤى وتجديد الأفكار وإطلاق إبداعات مختلفة، هكذا قرأت المشهد وهكذا تمنيت أن يكون حقيقيا!


ولكني مع التركيز على هذا الكائن العجيب المشار إليه ببوستر التجريبي لم أجده مطابقا تماما للإله تحوت، وإلى الآن يظل لغز اختيار أنوبيس رمزا على بوستر القومي، ولغزا جديدا لهذا الكائن الراقص بلا تميز إن كان إلها أو بشرا أو بين بين أو مسخا مقصود الإشارة به لشيء عبثي كعبثية التجريب!