فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهارده، معركة اليرموك، انتصار المسلمين الذي غيَّر مسار التاريخ

معركة اليرموك، فيتو
معركة اليرموك، فيتو

وقعت معركة اليرموك في 20 أغسطس عام 636 ميلادية بين المسلمين بقيادة خالد ابن الوليد وجيش الإمبراطورية البيزنطية، ويعتبرها كثير من المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم، إذ كانت بداية أول موجة من انتصارات المسلمين خارج جزيرة العرب، ومهدت للتوسع السريع للإسلام في بلاد الشام وقد جرت المعركة بعد أربع سنوات من وفاة الرسول محمد ﷺ.


ذكرى معركة اليرموك

دامت المعركة ستة أيام، صد خلالها المسلمون هجمات الروم يومًا بعد يوم، بينما كان القائد خالد بن الوليد يستخدم سرية الخيالة المتحركة السريعة التي يقودها بنفسه، ليتنقل بسرعة خاطفة إلى مواضع الضغط على جيش المسلمين، فيعيد التوازن ويثبت الصفوف.

وكان الجانبان يعودان مع نهاية كل يوم إلى مواقعهم الأولى أو معسكراتهم.

وخلال الأيام الأربعة الأولى، تكبد الروم خسائر أكبر من خسائر المسلمين وفي اليوم الخامس لم يحدث تغير كبير بعد أن رفض خالد عرض الروم بالهدنة لثلاثة أيام، قائلًا لرسولهم عبارته المشهورة، "نحن مستعجلون لإنهاء عملنا هذا".

أما اليوم السادس فكان نقطة التحول، إذ انتقل خالد من الدفاع إلى الهجوم، واستطاع بعبقريته العسكرية أن يشن هجومًا جريئا مستخدمًا أسلوبًا فريدًا في ذلك الوقت، بالاعتماد على سرعة حركة فرسانه فتحولت الهزيمة التي كانت تلوح للمسلمين إلى نصر مؤزر، كان له أثر بالغ في التاريخ الإسلامي والعالمي.

 

انتصار المسلمين فى معركة اليرموك

تحرك خالد بن الوليد شمالًا فور انتهاء المعركة، ملاحقًا الجنود البيزنطيين المنسحبين، حتى أدركهم قرب دمشق وهاجمهم هناك. وفي تلك المواجهة قتل القائد العام للجيش الإمبراطوري ماهان، الذي كان قد فرّ من المصير المحتوم الذي لاقاه بقية جنوده أثناء المعركة.

وبعد ذلك فتح خالد مدينة دمشق، ويُقال إن سكانها رحّبوا به. وحين وصلت أخبار الهزيمة المأساوية إلى الإمبراطور هرقل في أنطاكية، أصيب بحزن وغضب شديدين، وألقى باللوم على أفعاله السيئة، مثل زواجه من ابنة أخته مارتينا الذي أُجبر عليه، معتبرًا ذلك سببًا في خسارته.

ولو كان هرقل يملك الموارد اللازمة، لربما حاول استعادة المقاطعات التي فقدها، غير أنه لم يعد يمتلك الرجال ولا المال الكافي للدفاع عن مناطقه. وبدلًا من ذلك انسحب إلى كاتدرائية أنطاكية طالبًا الشفاعة، وجمع مستشاريه للتأمل في أسباب الهزيمة. فأخبروه بالإجماع أن ما جرى هو قضاء من الله وعقوبة على خطايا الشعب، وهو منهم، فقبل بهذا التفسير.

وبعدها نقل هرقل ليلًا على متن سفينة متجهة إلى القسطنطينية. ويُروى أنه عند مغادرته ألقى نظرة الوداع الأخيرة إلى بلاد الشام وهو يقول:

«الوداع، وداعًا أخيرًا يا سوريا، يا محافظتي الجميلة».