نتنياهو: أنا في وسط المهمة من النيل إلى الفرات
هل كنا بحاجة حقا إلى تصريح كاشف فاضح من رئيس الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بنيامين نتنياهو في حواره مع صحفي بثته قناة I24 لنعرف أنه يقوم بحرب إبادة مقدسة، وفقا لعقيدته التلمودية وفهمه التوراتي الشاذ؟ هل ما قاله نتنياهو إنه في مهمة تاريخية، روحانية، وبه تعلق شديد لرؤية إسرائيل الكبرى؟
القناة التي بثت الحوار وبه هذا التصريح العلني الواضح الدلالة تلقت على الفور تعليمات بحذف هذا المقطع، وهي قناة مقربة من مكتب رئيس الوزراء، وبالفعل حذفته، لكن كثيرين ممن شاهدوا الحوار سجلوه كوثيقة دامغة على أن ما يقوم به نتنياهو عمل ممنهج دينيا وعقيديا، وأنه يشن حرب دينية علي المسلمين وعلى العرب..
ليس هنالك جديد قط فيما قاله رجل يقتل بالتجويع وبالحرق وبالرصاص وبالنسف مئات البشر الفلسطينيين يوميا، بلغ عدد الشهداء والمصابين المائتي ألف إنسان وأكثر، والرقم، أقول الرقم للأسف، في تصاعد مع دوران عقارب الساعة..
ليس هناك جديد.. خريطة إسرائيل الكبرى متداولة، ودولة إسرائيل ليس لها حدود رسمية، تنتظر احتلال مصر والأردن وسوريا والسعودية والعراق لتكون هذه البلاد جميعها هي حدودها من النيل إلي الفرات..
تريد إسرائيل بملايينها المعدودين من اليهود أن تسيطر وأن تحكم وأن تقود مائتين وخمسين مليونا من البشر. العرب، تتحكم فيهم وفي مواردهم وتسعبدهم..
نعم هذا هو الحلم التوراتي، بثه على الهواء رئيس الحكومة الإسرائيلية، معترفا أنه في وسط الحلم الأن وأنه يريد الاستيلاء علي مصر وبقية الدول المذكورة..
هذا المسكون بالوهم سبقه مختل نفسيا وروحيا، اسمه الإرهابي جورج بوش الإبن.. قال هذا السكير الذي حكم أمريكا وغزا العراق ودمره بحجة كاذبة أنه يغزو العراق لأنه مرسل في مهمة صليبية، في إشارة إلى استئناف الحملات الصليبية التاريخية التى شنتها أوروبا لقرون على بلاد الشام والقدس..
المفارقة أن الرجلين يجمع بينهما الكذب المتمكن المطبوع، وكلاهما مشهور به، ونحن لا نرمي نتنياهو بما ليس فيه ولا هو من عندنا، كاذب هي صفة لصيقة به وصمه بها قومه وسياسيوه والمتطرف ليبرمان قال إن نتنياهو يكذب كل يوم طول الوقت، ونحن نقول يكذب كما يتنفس..
وكذلك كان جورج بوش الإبن الذي لفق للعراق تهمة حيازة أسلحة دمار شامل، وساعده الموبوء في وطنيته محمد البرادعي الذي كان على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقرير كاذب، ومازلنا نذكر خطاب وفيلم فيديو بثه في مجلس الأمن كولن باول وزير خارجية بوش الإبن ليقنع أعضاء المجلس بأن العراق يصنع الغاز القاتل المحرم دوليا، وجاء بالفيلم عربات متنقلة علي أنها معامل ومختبرات..
وبعد سنوات استيقظ ضمير كولن باول وإعترف أنه كان كذابا لرئيس كذاب وأن الفيديو مفبرك، وأنه أسف بل إن قرار غزو العراق وتدميره كان اتخذ بالفعل حتى قبل كلمته أمام مجلس الأمن.
لقد سارع نتنياهو بحذف لقطة الرومانسية التوراتية، ضبطوه معترفا بنواياه لشن حرب يهودية على مسلمي خمس دول عربية.. طبعا طبعا أكاد أسمع تعليقاتكم على هذا اللغو.. أشبه بلغو الخرفان الإخوان عندنا.. كيف تروننا؟ شعوبا وبشرا أم قطعانا؟ أم هنودا حمرا؟!
جاهزون لكم بعون الله!