رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا في القمة العربية!

أمريكا كانت هي الحاضر الغائب في القمةَ العربية.. حاضر بما تعرضت له من انتقادات مباشرة لدعمها حرب الإبادة الاسرائيلية ضد أهل غزة، وعدم قيامها بضغوط جادة ومؤثرة على إسرائيل لوقف القتل الجماعي للفلسطينيين ووقف سياسات تجويعهم الممنهجة.. وغائب لأن الانتقادات وجهت لها في الأغلب من خلال انتقاد النظام الدولي والمجتمع الدولي الذى افتقد العدالة وانتهج المعايير المزدوجة.. 

 

وغائب أيضا لأن بيان القمة الختامي خلا من أي إشارة تتعلق بعلاقات الدول العربية بـ أمريكا المستمرة في دعمها للحرب الوحشية في غزة، والحماية الدولية لإسرائيل حتى لا تعاقب على جرائمها البشعة التي تخرق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، رغم أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن أشار إلى ذلك بوضوح في كلمته أمام القمة، وشجب صراحة الموقف الأمريكى بشكل مباشر. 


لقد تضمنت قرارات القمة دعوة لعقد مؤتمر جديد للسلام، ونشر قوات سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، لتوفير الحماية للفلسطينيين، ووضع سقفا زمنيا للعملية السياسية التي تستهدف تنفيذ حل الدولتين، وبعدها تقوم الدولة الفلسطينية بقرار أممي.. 

 

وكل هذه القرارات تواجه، كما قال الرئيس السيسي، بعدم توفر إرادة سياسية للمجتمع الدولي، أي بتعطيل من قبل أمريكا.. ولذلك كان يتعين أن يتضمن بيان القمة العربية التي وصفت بالاستثنائية رغم أنها عادية، إشارة إلى ماذا سيفعل العرب لتغيير هذا الموقف الأمريكي المنحاز بالكامل لإسرائيل والراعي لحربها الوحشية ضد الفلسطينيين.

 


إن هناك مصالح أمريكية عديدة وواسعة لدينا نحن العرب وإذا لم تشعر أمريكا أن هذه المصالح مهددة بانحيازها لإسرائيل لن تكف عن هذا الانحياز، ولن تمضيَ في تنفيذ حل الدولتين ويتعطل بالطبع نشر قوات حماية دولية للفلسطينيين، وبالطبع لن توافق على إقامة دولة فلسطينية بقرار من مجلس الأمن وهي التي استخدمت حق الفيتو لمنع حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة!.

الجريدة الرسمية