رئيس التحرير
عصام كامل

أنور وجدي.. أبرز صُناع السينما المصرية عبر تاريخها.. حلم بأن يكون النسخة المحلية من شارلي شابلن.. أول أجر حصل عليه قرشان.. وهذا هو اسمه الحقيقي

الفنان أنور وجدى
الفنان أنور وجدى

أنور وجدى، فنان سينمائى، صورة للفنان الشامل، أحد أهم صناع السينما المصرية، ظل متربعا لسنوات طويلة على عرش السينما، فتصدر أفيشات الأفلام لأعوام كفتى أول ودونجوان، وفي المقابل كان أحد أعمدة الإنتاج والإخراج، ومكتشف عدد من النجوم من أشهرهم الطفلة المعجزة فيروز، كان محل غيرة جميع نجوم جيله، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1955.


ولد أنور يحيى الفتال الشهير بأنور وجدي عام 1911 لأب سوري وأم مصرية اسمها مهيبة الركابى بحي الضاهر، والده يملك دكان بقالة بشارع الخليج المصري، درس بمدرسة الفرير، ومنها أتقن اللغة الفرنسية، لكنه لم يكمل تعليمه لأنه كان مغرما بمشاهدة الأفلام السينمائية وكان كثير الهروب من المدرسة لمشاهدة الأفلام في السينما حتى أنه كان يعشق النجم العالمي شارلي شابلن فعمل على أن يصبح مثله.

يوسف وهبى يرفضه ممثلا 

حاول الشاب أنور وجدى الهرب من المدرسة مع اثنين من زملائه إلى هوليود وأعادته الشرطة ففصلته المدرسة فقرر احتراف الفن، وبينما كان يوسف وهبي يفتتح مسرحه قرر أنور التقدم إليه لكن يوسف وهبي رفضه لصغر سنه، فحاول مرة أخرى مع الريجيسير قاسم وجدي في دور ثانوي بفرقة يوسف وهبي لكنه طلب تغيير اسمه من أنور الفتال إلى أنور وجدي تقربا إلى الريجيسير.

قرشان أول أفلام أنور وجدى فى المسرح 


كان ينام في كواليس المسرح فلفت نظر يوسف وهبي بخفة دمه وأسند إليه أحد الأدوار وأعطاه أجرا قرشين في الليلة وبعد عام كامل ارتفع راتبه إلى ثلاثة جنيهات، وكان أول ظهور له حينما قام بدور ضابط روماني صامت في مسرحية "يوليوس قيصر" وكان أجره حينذاك 4 جنيهات شهريا ما مكّنه من الاشتراك في أجرة غرفة فوق السطح مع زميل كفاحه الفنان عبد السلام النابلسي. وأثناء ذلك كتب بعض المسرحيات، ذات الفصل الواحد لفرقة بديعة مصابنى مقابل 2 أو 3 جنيهات.

اكتشف أنور وجدى فيروز المعجزة وقدمها فى أفلامه 

وعمل في الإذاعة مؤلفا ومخرجا وقدم بعد ذلك مواقف خفيفة مسرحية من إخراجه وكتب نصوصا وقصصا نشر بعضها في المجلات الصادرة في تلك الفترة. وبدأ أنور تمثيل أدوار رئيسية، وانضم أنور وجدى إلى الفرقة القومية برئاسة خليل مطران عام 1935 براتب شهري سبعة جنيهات وقدم دورا في مسرحية "تاجر البندقية فى دور ضابط رومانى، وأصبح أحد نجوم الفرقة".

قدرت ثروة أنور وجدى نصف مليون جنيه 

قدم ما يقرب من مائة فيلم ما بين الإخراج والتمثيل والإنتاج، حين اختاره يوسف وهبى معه لأداء دور عباس في فيلم "الدفاع" مقابل 15 جنيها، وعندما لمع في فيلم "العزيمة" اعتبر الفتى الأول في السينما فبعد أن أدى البطولة مع عقيلة راتب في فيلم "قضية اليوم" أطلقت عليه الصحافة لقب الفتى الأول، وزاد أجره إلى ثلاثة آلاف جنيه في الفيلم وأصبح قاسما مشتركا في معظم الأفلام المصرية حتى أنه قام ببطولة أربعة عشر فيلما عام 1945، حتى قدرت ثروته نصف مليون جنيه يوم رحيله. 


عُرف الفنان أنور وجدي بقدرته على استغلال الفرص لتحقيق نجاحات فنية، وهو ما انعكس على حياته الشخصية، فتعددت زيجاته والتي وصلت لـ 4 زيجات جميعها من داخل الوسط الفني استغل حالات منها فى الدعاية لأفلامه، كانت الزيجة الأولى في حياة الراحل أنور وجدي كانت في بداياته الفنية هي الراقصة قدرية حلمى التي كانت تعمل بفرقة بديعة مصابني، ولكن تلك الزيجة لم تستمر طويلًا، ليتزوج بعدها من الممثلة إلهام حسين التي دفعها وجدى للتمثيل، وتوقع لها مستقبلا باهرا في عالم الفن، فقدمها للمخرج محمد كريم لتظهر في أول أفلامها أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد"، لكن دبت الخلافات بينهما انتهى إلى الانفصال.

ليلى مراد وأنور وجدى أشهر ثنائيات السينما المصرية 

وكانت الزيجة الأشهر في حياة فتى الشاشة كانت من المطربة ليلى مراد، والتي قدمت معه واحدة من أنجح الثنائيات السينمائية التي ظهرت في الأربعينيات عندما تعاونت معه في عدد من الأفلام طيلة الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، تزوجت الفنانة والمطربة الراحلة ليلى مراد من أنور وجدي عام 1945، وترجع قصة ارتباطهما أثناء قيامهما ببطولة فيلم ليلى بنت الفقراء عام 1945، واستمر زواجهما قرابة 7 سنوات حتى انفصلا فنيًا وواقعيا.

ليلى مراد وأنور وجدى من أشهر ثنائيات السينما المصرية 


وكما يحكي الكاتب صالح مرسي فى كتابه عن ليلى مراد، يقول: نظرا إلى شهرة ليلى مراد الكبيرة رغب الفنان أنور وجدي في استثمار هذه الشهرة في تصوير عدة أفلام من إنتاجه تجمعه بها، فأثناء تصويرها أحد أفلامها مع المطرب إبراهيم حمودة حضر أنور إلى استديو مصر، وعرض عليها بطولة أول فيلم من إنتاجه وبطولته وإخراج كمال سليم، وهو “ليلى بنت الفقراء”. 

زواج فى فيلم ليلى بنت الريف 

وعند بدء التصوير مرض كمال سليم فاستكمل أنور وجدى إخراجه، واشتعل الحب بين ليلى وأنور، وفي آخر يوم تصوير للفيلم، وكان مشهدا للزواج، وهي ترتدي فستان الزفاف حسب قصة الفيلم، تم الزواج وعقد القران بالفعل داخل البلاتوه في يوليو 1945، فكان أكبر دعاية للفيلم الذي نجح نجاحا كبيرا، ونشر الخبر في صدر الصفحات الأولى في صحف اليوم التالي يقول: "من بين شهود حفل الزواج اللواء مختار باشا سليمان وصاحب السعادة درويش باشا الصدفجي وسليمان بك نجيب وبشارة واكيم وفؤاد شفيق وحسن كامل والسيدتين ماري منيب وزوزو حمدي الحكيم.

ليلى فوزى وأنور وجدى وقصة حب طويلة 

أما الزيجة الرابعة والأخيرة في حياة أنور وجدى كانت جميلة الجميلات ليلى فوزى من أشهر فنانات جيلها، التي تقابل معها لأول مرة في فيلم مصنع الزوجات 1941، وبعد ذلك في فيلم تحيا الستات 1944، بعد انفصالها عن عزيز عثمان، ثم التقاها مرة أخرى عام 1954 أثناء تصوير فيلم "خطف مراتي" مع صباح وفريد شوقي ليعود حبه لها من جديد.

زواج فى القنصلية المصرية بباريس 

ورغم مرض أنور وجدي الذي ظهر في بداية عام 1954، طلب أنور من ليلى أن تسافر معه في رحلة علاجه إلى فرنسا، وهو ما حدث بالفعل وبمجرد وصولهما إلى باريس فاجأها أنور باصطحابها إلى القنصلية المصرية حيث تم زواجهما هناك، إلا أنه بعد شهور قليلة عاوده المرض وفقد البصر والذاكرة، ثم رحل في مثل هذا اليوم 14 مايو 1955، لتنتهى اسطورة فنان شهير استمر اشهر فنانى السينما فى النصف الاول من القرن التاسع عشر  .


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية