رئيس التحرير
عصام كامل

باحث في العلاقات الدولية: أحداث عين الحلوة طعنة للقضية الفلسطينية وللبنان.. المخيمات تحولت إلى مسرح للاستخبارات الإقليمية.. ومصر تسعى لتوحيد جميع الفصائل

مخيم عين الحلوة،
مخيم عين الحلوة، فيتو

مخيم عين الحلوة، قال الدكتور علي عبدو الأكاديمي اللبناني والباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسية  في تصريحات خاصة لـ فيتو،  تعليقا على الأحداث التي يشهدها مؤخرًا مخيم عين الحلوة في لبنان، أنه توجد عدة ملفات ساخنة تواجهها  منطقة الشرق الأوسط تنعكس بشكل مباشر على أكثر من  دولة ومنها لبنان، وما حصل في مخيم عين الحلوة يعتبر انعكاسًا للتبيانات الإقليمية والدولية المعقدة حول عدد من الملفات  أيضا ومنها الملف اللبناني، ففي  الشكل هي ليست المرة الأولى التي تحصل فيها  خلافات في  مخيم عين الحلوة  تؤدي إلى حدوث اشتباكات تنتهي عادة  بـ وساطات تؤدي إلى وقفها، أما المفارقة اليوم هو توقيت  العمل  الأمني في ظل الظروف الإقليمية الدقيقة  والأزمات الخانقة التي يعاني منها لبنان 

وأضاف أن الأمر الذي يطرح علامات استفهام كثيرة خصوصا أن هذا العمل الأمني حدث دون مقدمات وأسباب جوهرية وبشكل غير مبرر خصوصا أن لبنان في هذه الظروف الصعبة لا يتحمل  معركة داخل المخيمات تذكرنا بمعركة نهر البارد- معركة عسكرية وقعت عام 2007 بين تنظيم فتح الإسلام والجيش اللبناني -  والتي ما تزال تبعاتها تتردد في ذاكرة اللبنانيين  والفلسطينيين على حد سواء.

 وقال إن لما جرى هو طعنة للقضية الفلسطينية بالدرجة الأولى  وطعنة للبنان البلد الذي يعاني إضافة  إلى أزماته من تبعات القضية الفلسطينية  واللجوء الفلسطيني وأيضا اللجوء السوري بالدرجة  الثانية، وبالتالي هذا موضوع لا يخدم لبنان ولا القضية  الفلسطينية. 

وأشار إلى أن ما جرى  مرتبط بأمر عمليات خارجية لتحريك الوضع الأمني في لبنان  انطلاقا من المخيمات الفلسطينية وجر البلد إلى تصفية هذه القضية تمهيدا لإنهاء هذه القضية وفتح ملف التسوية وصولا إلى حل لملف التوطين والتسوية الشاملة، الأمر الذي يرفضه  لبنان رفضًا قاطعا رغم الأزمات  الدستورية والسياسية  والمالية التي يعاني منها خاصة أن جميع الفصائل مدعومة وممولة من جهات خارجية وهو ما يجعل من المخيمات مسرحًا للاستخبارات الإقليمية انعكاسا لسياستها وأهدافها على الأراضي اللبنانية .

وتابع:  المؤكد أن لا أحد يستطيع  فرض سيطرته وإنهاء الآخر تماما كما التجربة التي عاشها لبنان إبان الحرب الأهلية  والتي  يجمع اللبنانيون رغم خلافاتهم أنها لن تتكرر، لأن لا أحد  في لبنان يتحمل تبعات الموضوع والتجربة أثبتت أن الحرب الأهلية لن تؤدي إلى نتائج مغايرة للحوار.

وأضاف ردا عن  سبب  اختيار  مخيم عين الحلوة بالتحديد،  يأتي ذلك  نظرا لأن المخيم هو الأكبر والأكثر عددًا للاجئين، وأيضا لموقعه الجغرافي الحساس جدا والمحاط بالتنوع اللبناني بكافة أطيافه  فهو بوابة الجنوب اللبناني مما يحمله هذا  الجنوب من مفردات مهمة في التركيبة الجغرافية والديموجرافية اللبنانية وعليه نقول بإن الخلاف في المخيم  لم ينته من وجهة نظرنًا، طالما أن الموضوع كما أسلفنا مرتبط بملفات  إقليمية ساخنة ليس أولها الاتفاق السعودي الإيراني الذي لم تنضج معالمه ولم تتضح في ظل السعي الأمريكي لعرقلة هذا الاتفاق بشكل دائم والعلاقات السورية العربية التي ما تزال ضبابية أيضا وهنا نستحضر الاجتماع  الخماسي والتباينات الواضحة والمعقدة بين الأطراف العربية من جهة وكذلك  فرنسا  والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى الجهود المصرية المبذولة  لجمع  الفصائل الفلسطينية.

 وأكد أن السبب الآخر الذي يدعو للتنبيه من عودة الخلاف  داخل  المخيمات وتحديدا مخيم عين الحلوة هو العدو الاسرائيلي الذي يخشى الحرب مع لبنان ولكنه  لا يمكن  ترف الوقت  وسعيه الدائم لإحداث  خرق في  جدار الأمن اللبناني  وتشتيت الساحة الداخلية اللبنانية  وإغراق  البلاد في حرب أهلية داخلية دون تكبد لهذا العدو خسائر الحرب المباشرة.

 اقرأ أيضا: خرق الهدنة بمخيم عين الحلوة

وقال: الأهم من هذا كلة خطة بومبيو لتدمير لبنان بسبب مواقفه الممانعة والمقاومة والتي على ما يبدو ستسلك مسارًا أمنيا سواء بالترهيب عبر ما نسمعه أو نقرأه في سياق الأحداث أو بالتنفيذ كما حدث في مخيم عين الحلوة، فاليوم العين على كافة المخيمات سواء المخيمات  الفلسطينية وغيرها التي دائما تستعمل  كوقود للابتزاز السياسي  تمريرا للأهداف الإقليمية، لذا فعلى القوى الفلسطينية  اليوم  إدراك أن ما حدث لا يخدم القضية الفلسطينية وتوخي الحذر دائما تحسبا لأي تطورات، ويبقى الترقب سيد الموقف في ظل التباينات المعقدة التي تحدثنا عنها.

 وقبل وقت سابق من اليوم قال مصدر عسكري فلسطيني، إن الهدنة التي تم التوصل إليها في  مخيم عين الحلوة للاجئين بلبنان، اخترقت بعد إلقاء قنبلة على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

ونقل موقع "صوت بيروت انترناشونال" عن مصدر فلسطيني من داخل حي التعمير في مخيم عين الحلوة، قوله إن "الهدنة خُرقت برمي قنبلة على مدرسة من مدارس أونروا في التعمير الكائن داخل المخيم".

وكانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان جددت تأكيدها على تثبيت وقف إطلاق النار الشامل والدائم في مخيم عين الحلوة، وسحب كافة المسلحين من الشوارع وفتح الطرقات أمام السيارات والمشاة للدخول والخروج من المخيم.

ودعت هيئة العمل في بيان لجنة التحقيق التي شكلتها الاستمرار في عملها "لتحديد المتورطين في عملية الاغتيال الإجرامية التي استهدفت قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا لتسليمهم إلى القضاء اللبناني بأقرب وقت".

 

قطر وعمان تحذران مواطنيهما في لبنان 

وحذرت عدد من الدول العربية، رعاياها في لبنان لتوخي الحذر، خاصة بعد الأحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

اقرأ أيضا: بسبب حقل كاريش.. تفاصيل اشتعال الأزمة بين لبنان وإسرائيل |فيديوجراف

ودعت سفارتا عمان وقطر أمس الأحد مواطنيهما، وذلك بعد التحذير السعودي والكويتي والبحريني، إلى ضرورة توخي الحذر والتقيد بالإجراءات الأمنية اللازمة والابتعاد عن المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة، واتباع الارشادات الأمنية الصادرة عن جهات الاختصاص.
وشهد مخيم عين الحلوة الفلسطيني في لبنان اشتباكات مسلحة بين عناصر حركة "فتح" وتنظيم "جند الشام"، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى ونزوح عدد كبير من سكان المخيم.

جدير بالذكر أن  وقف إطلاق النار التي توصلت إليها، الأربعاء الماضي، هيئة العمل الفلسطيني المشترك لـ24 ساعة في المخيم لم تصمد.

واستمر وقف إطلاق النار لبعض الوقت فقط، ثم وقعت اشتباكات هي الأعنف منذ تدهور الوضع استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

وتعرض  عناصر حركة "فتح" لهجوم مباغت على مواقعها، ما اضطرها إلى الرد بعنف، فاشتعلت معارك على أكثر من محور أدت لوقوع إصابات.

كما تابع أنه وبسبب عودة الاشتباكات، مدد محافظ الجنوب منصور ضو في بيان، قرار وقف العمل في الإدارات الرسمية في سرايا صيدا.

وأسفرت الاشتباكات في  البداية عن مقتل عنصر من المجموعات المتطرفة، قبل أن يقتل قيادي في "حركة فتح" و4 من رفاقه، الأحد، في كمين محكم.

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة، يقطنون في مخيم عين الحلوة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية