تفاصيل مثيرة في جلسة محاكمة المتهم بارتكاب جريمة اللبيني.. مرافعة نارية للنيابة لكشف ملابسات الواقعة.. والمحكمة تحيل المتهم للمفتي
تفاصيل مثيرة شهدتها ثاني جلسات محاكمة المتهم بقتل سيدة وأطفالها الثلاثة في القضية المعروفة إعلاميا "أطفال اللبيني"، وخلال الجلسة قدم ممثل النيابة العامة مرافعة نارية كشف خلالها تفاصيل ارتكاب المتهم للجريمة، حتى صدر قرار المحكمة بإحالة أوراق المتهم للمفتي وتحديد جلسة 27 يناير المقبل للنطق بالحكم.
مرافعة نارية للنيابة خلال جلسة محاكمة المتهم
قال ممثل النيابة إن القضية المنظورة تتعلق بجريمتي قتل وزنا، وأن المتهم لم يرتكب هذه الجرائم فقط، ولكنه استغل سيدة كانت في أزمة مع زوجها، وبث الرعب في نفوس الضحايا.
وأضاف أن المتهم ارتكب جريمته بإرادته وبكامل قواه العقلية، ما أسفر عن سقوط أربعة ضحايا أبرياء، وأكد أن جريمة القتل العمد من أبشع الجرائم التي تستوجب أقصى درجات العقوبة وهي الإعدام، ليكون ذلك رادعا لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وقال ممثل النيابة إن من يعتدي على نفس واحدة فكأنما اعتدى على الإنسانية جمعاء، فكيف بمن اعتدى على 4 أشخاص مرة واحدة.
ووصف ممثل النيابة العامة الجريمة أمام هيئة المحكمة، بأنها زلزال إنساني وأخلاقي، واعتداء شديد على القيم والأخلاق، واستخدام للعنف وسفك الدماء.
وقال ممثل النيابة إن المتهم ارتكب جريمته بدم بارد، حيث ألقى أحد الأطفال الصغار في مياه الصرف غير مكترث بصرخاته التي كتمتها المياه حتى فارق الحياة، ثم عاد ليستكمل فصول الجريمة، فوضع السم للطفلين جنى وسيف الدين، ونقلهما داخل «توك توك» قبل أن يلقي بهما أمام المنزل.
وأضاف ممثل النيابة أن الطفل سيف الدين كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويصارع السم ويتألم بشدة، دون أن يرق قلب المتهم لتوسلاته، في مشهد إنساني بالغ القسوة، مشيرًا إلى أن ملامح الطفل ارتسمت عليها براءة واستسلام لطفل أيقن أن نهاية الدنيا ليست إلا بداية لرحمة أوسع وعدل إلهي لا يضيع حقًا.
وأكدت النيابة أن الخوف من انكشاف الجريمة سيطر على المتهم، فدفعه إلى ارتكاب فعل تجرد فيه من كل معاني الإنسانية، مشددة على أن العدالة وحدها قادرة على إنصاف الضحايا، وأن رحمة السماء أوسع من قسوة البشر، وأن لأرواح الأطفال التي أُزهقت موعدًا مع عدل لا يغيب.
وتابع ممثل النيابة: «نقف اليوم أمام مشهد لا تقوى العيون على احتماله، طفلان خرجا من الدنيا على يد شخص واحد، سبق أحدهما أخاه إلى الجنة بإذن الله»، واصفًا الجريمة بأنها «زلزال إنساني وأخلاقي، واعتداء صارخ على القيم والأخلاق، واستخدام للعنف وسفك الدماء».
المتهم ينكر الاتهامات الموجهة إليه
وخلال الجلسة، واجهت هيئة محكمة جنايات الجيزة للمتهم بقتل أسرة اللبيني بالاتهامات المذكورة في أمر الإحالة والمتعلقة بارتكابه الجريمة، وأنكر المتهم كل الاتهامات الموجه له، رغم اعترافه بها أمام النيابة.
محامية المتهم تدفع ببطلان الاعتراف لعدم مصداقيته
وخلال الجلسة، قالت المحامية المنتدبة من قبل المحكمة للدفاع عن المتهم بقتل أسرة اللبيني، إن المتهم اعترف أنه استخدام كيوتبيكس واستخدم جرعة بسيطة لا تؤدي إلى القتل وهو عقار مستخدم للمهدئات وليس عقارا ساما.
وأضافت أن حبة الغلة الحمراء التي اعترف باستخدمها في ارتكاب الجريمة، ثبت خلو الأحشاء منها، كما أن السموم التي وجدت في أحشاء الضحايا لا دخل للمتهم بها، ولم يقر بإعطائها لهم.
وتابعت: كما أن مقطع فيديو إلقاء المتهم للطفل مصطفى في المصرف غير واضح، ولا يوجد بصمة وجه المتهم فيه، وهو ما أقرت به النيابة بالفعل.
وقدمت محامية المتهم عدة دفوع من بينها بطلان الاعتراف لعدم منطقيته وتناقضه مع الدليل الفني، مؤكدة أنه وفق تحريات المباحث، فإن المتهم اتصل بزوج الضحية وأخبره بأنه على علاقة مع زوجته، فكيف سيكون خائفا من فضح علاقتهما، فليس هناك أي دافع لديه لقتلهم.
محامي الضحية يكشف أسباب ارتكاب المتهم الجريمة
كشف أحد أعضاء فريق الدفاع عن المجني عليهم في جريمة اللبيني، أن المتهم أقدم على ارتكاب جريمته البشعة بعد أن قوبلت محاولاته المتكررة للتعدي على المجني عليها بالرفض التام، مؤكدًا أن الدافع الحقيقي للجريمة لم يكن كما حاول المتهم تصويره خلال التحقيقات.
وأوضح المحامي أن ما جرى تداوله بشأن إقامة المجني عليها مع المتهم في شقة واحدة «غير صحيح نهائيًا»، مشددًا على أن الضحية كانت تقيم في شقة مستقلة قامت باستئجارها بنفسها، وأن المتهم أقر في التحقيقات بمحاولته إقامة علاقة معها، إلا أنها رفضت ذلك بشكل قاطع.
غياب أسرة الضحايا ومطالبات بالقصاص
وشهدت الجلسة تغيب والد ضحايا حادث اللبيني وشقيق المجني عليها، فيما حضر دفاع الضحايا المحامي محمد كساب، وطالب بتوقيع أقصى عقوبة مقررة قانونا.
أمر إحالة المتهم للمحاكمة الجنائية
وخلال الجلسة، تلت النيابة العامة أمر الإحالة الذي جاء فيه أن المتهم بيت النية وعقد العزم المصمم على قتل المجني عليها “ز.ع”، بعد أن هددته بكشف طبيعة علاقتهما، فقرر التخلص منها نهائيًا، وأعد لذلك مشروبًا من عصير المانجو دسّ به مواد سامة شديدة الخطورة، شملت فوسفيد الزنك (سم فئران)، ومركبات فسفورية (مبيدات حشرية)، بالإضافة إلى مواد مخدرة وعقار الكوتيابكس، قاصدًا إزهاق روحها، وهو ما تحقق بالفعل وفق ما أثبته تقرير الصفة التشريحية.
وأضاف أن المتهم، وبعد نجاح مخططه الإجرامي الأول، لم يتراجع، بل واصل جريمته البشعة، حيث عقد العزم على قتل أطفال المجني عليها: مصطفى، وسيف الدين، وجنى، مستغلًا صغر سنهم وانعدام قدرتهم على المقاومة، فدس لهم ذات المواد السامة داخل مشروب “عصير مانجو”، بقصد التخلص منهم نهائيًا.
وتابع أمر الإحالة أن المتهم اصطحب الطفل الأصغر مصطفى إلى أحد المصارف المائية، وألقى به حيًا داخل المياه، قاصدًا قتله، مما أدى إلى وفاته إسفكسيا الغرق، وفق ما ورد بتقرير الطب الشرعي.
وكشف أن المتهم رغم كونه غير منتمي للوظيفة العامة، اشترك بطريق المساعدة مع موظف عام يُدعى سعيد. ا، في تزوير محرر رسمي، هو دفتر استقبال مستشفى القصر العيني عن يوم الأربعاء الموافق 22 أكتوبر 2025، حيث مثُل المتهم باسم مزور هو "علي محمد" بدلًا من اسمه الحقيقي، بقصد الهروب من المساءلة الجنائية عقب ارتكاب الجريمة.
اعترافات المتهم بارتكاب جريمة اللبيني
وجدير بالذكر أن المتهم خلال تحقيقات النيابة، زعم أن ما حدث كان نتيجة «نزوة» تحولت إلى مأساة دموية، قائلًا: «أنا مطلق مراتي ومخلفتش عيال، واتعرفت على الست دي من 3 شهور، كنت فاكرها هتبقى علاقة يومين، لكن الموضوع قلب جد».
وأوضح أنه تعرف على والدة الأطفال منذ نحو ثلاثة أشهر، وكانت تشكو له من خلافاتها مع زوجها ورغبتها في الطلاق، فاستغل الموقف وعرض عليها الإقامة معه في شقة مستأجرة بمنطقة الهرم، مؤكدًا أنها وافقت واصطحبت أطفالها الثلاثة.
وأضاف المتهم أنهما ادَّعيا أمام الأطفال أنهما متزوجان حتى يتمكنا من العيش معًا دون إثارة الشبهات، خاصة أن أكبر الأبناء كان في سنٍّ تسمح له بفهم طبيعة العلاقة بينهما.
بحسب اعترافاته، بدأت الخلافات بينهما حين طالبته السيدة بالزواج الرسمي بعد طلاقها، إلا أنه رفض وبدأ يشك في سلوكها – على حد زعمه – فقرر التخلص منها خوفا من الفضيحة.
وقال المتهم في اعترافاته: «قررت أخلص منها بهدوء، حطيت لها سم في العصير، وبعدها بيومين خلصت على عيالها بنفس الطريقة، إلا واحد رميته في الترعة».
وأشار إلى أن الأطفال كانوا ينادونه بـ«بابا»، وأنه خشي أن يكشفوا أمره أو يبلغوا الشرطة بعد وفاة والدتهم، فقرر التخلص منهم جميعًا.