خبير: اعتراف الاحتلال بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة خطوة خطيرة تهدد استقرار المنطقة
قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية وخبير ملف الصراع العربي–الإسرائيلي: إن الاعتراف الإسرائيلي بـ إقليم أرض الصومال كدولة مستقلة، مقابل ما تردد عن خطط لضم الإقليم لسكان من قطاع غزة، يُعد إجراءً بالغ الخطورة.
وأوضح أنور في تصريح لـ “فيتو”، أن هذا الكيان الانفصالي لم يحظَ باعتراف دولي حقيقي، إذ لم تعترف به سوى تايوان، وهي دولة غير عضو في الأمم المتحدة، إلى جانب نحو عشر دول سبق أن اعترفت به ثم تراجعت وسحبت اعترافها باعتباره كيانًا انفصاليًا، مضيفا أن إسرائيل تُعد الدولة الوحيدة التي أقدمت على هذه الخطوة في إطار تحرك استعراضي.
وأشار إلى أن الهدف المحتمل من هذا الاعتراف هو عرقلة الدور المصري في فرض الاستقرار بالسودان، لافتًا إلى أن ذلك دفع إسرائيل، بالتعاون مع إثيوبيا، إلى دعم مجموعات مسلحة ترفع شعارات دينية، بما يفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
الخطوة تمثل تهديدا للملاحة في البحر الأحمر وباب المندب
وأكد أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مشيرًا إلى أن الهدف الإسرائيلي المحتمل قد يكون تحسين الموقف التفاوضي لتل أبيب في ملفات إقليمية، وعلى رأسها قطاع غزة أو جنوب لبنان، مشددا على أنه في جميع الأحوال يُعد هذا المسار بالغ الخطورة على أمن واستقرار المنطقة.
ودعا أنور إلى ضرورة مواجهة هذه التحركات عبر موقف سياسي واضح، يتمثل في إصدار بيان مشترك صومالي–مصري يفضح أبعاد هذه الخطوة وتداعياتها، مع انضمام المملكة العربية السعودية ومنظمة الوحدة الأفريقية، بما يسهم في قطع الطريق على مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوريط الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهات جديدة بالمنطقة.
نتنياهو يسعى لتأمين نفسه حتى الانتخابات المقبلة
وواصل حديثه قائلًا: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى في الوقت نفسه إلى صرف الأنظار عن أزماته الداخلية المتفاقمة، لا سيما في ظل قناعة داخلية إسرائيلية متزايدة بأن هذا التمدد يمثل خطرًا حقيقيًا على إسرائيل نفسها.
وأوضح أن المخططات الإسرائيلية لم تعد تقتصر على قطاع غزة أو الضفة الغربية أو حتى أراضي عام 1948، بل تمتد لتمثل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وأشار إلى أن نتنياهو يعتقد أن أولوية المرحلة الحالية بالنسبة له تتمثل في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، باعتبارها السبيل الوحيد لإنقاذ نفسه من المحاسبة السياسية والقضائية، حتى وإن كان ذلك على حساب أمن المنطقة وتصعيد التوترات الإقليمية.