فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

هل يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؟ الإفتاء تحسم الجدل

حكم تهنئة غير المسلمين
حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، فيتو

مع بدء احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، تكثر التساؤلات ويتجدد الجدل حول حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم.

وفي هذا السياق، حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وأكدت أنه لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم.

 

حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

وقالت دار الإفتاء في الفتوى: لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين فالمولى عز وجل لم يفرق بين المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، فالتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.

 

حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

حكم التهنئة بأعياد رأس السنة الميلادية

وفي ذات السياق، أوضحت الإفتاء: "تهنئة إخواننا من المسيحيين بـ أعياد رأس السنة الميلادية ومبادلتهم الفرحة لا حرج فيها شرعًا، بل إنَّ ذلك من الإحسان المأمور به، ويُعَد ضمنَ مظاهره، وفيها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث عاش في نسيج مجتمعي مختلف الديانات حياة اجتماعية قوية امتزجت فيها مظاهر الإحسان والتعاون ومشاعر البر والمواساة وحسن الصلة، بالإضافة إلى إقرارهم على مناسباتهم وأعيادهم باعتبار ذلك من المشترك الإنساني على المستوى الثقافي والاجتماعي، وتبعه الصحابة الكرام رضي الله عنهم على ذلك.

وأكدت الإفتاء أنَّ المشاركة الاجتماعية في هذه المناسبة بين المسلمين وإخوانهم من أبناء الوطن في احتفالاتهم بما تتضمنه من مظاهر، إنما تحمل في طياتها قيمًا إسلامية ومعاني راقية، وتكشف في الوقت ذاته فساد مناهج مَنْ يريد تعكير صفو العيش السِّلْمي، والتعاون المجتمعي، والبناء الحضاري بين نسيج الأمة المتماسك، تحت ستار "الدين" زورًا وبهتانًا؛ فالإسلام لم يأمر أبدًا بالانسلال من شركاء الوطن وإخوة الكفاح وأهل الجيرة أو عدائهم وبغضهم، بل أمر ببذل البِرِّ والإحسان إلى الجميع؛ امتثالًا واقتداء بصاحب الخُلُق العظيم، والهادي إلى صراط الله المستقيم، سيدنا محمد الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.