فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟ أمين الفتوى يجيب

الشيخ محمد كمال أمين
الشيخ محمد كمال أمين الفتوى، فيتو

فتاوى الزواج، أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الخلافات الزوجية التي تقع بين الأزواج من الصم والبكم لا تختلف في جوهرها عن تلك التي تحدث بين غيرهم، مشددًا على أن الخلاف أمر إنساني طبيعي تشهده كل البيوت، مهما بلغ أصحابها من الصلاح أو التفاهم، لأن الحياة الزوجية بطبيعتها تمر بمراحل متباينة من الهدوء والتوتر.


القرآن وضع الأساس المتين للاستقرار الزوجي: السكن والمودة والرحمة ميزان أي خلاف

وأوضح أمين الفتوى، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، أن القرآن الكريم أرشد إلى القاعدة الذهبية لاستقرار الأسرة، في قوله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، مؤكدًا أن هذه الآية الكريمة تمثل المرجعية الأولى التي يجب أن يعود إليها الزوجان عند وقوع أي خلاف، لأنها تختصر فلسفة الزواج في السكينة لا الصراع.


الحوار الصادق هو الخطوة الأولى في العلاج مهما اختلفت وسيلة التواصل

وأشار الشيخ محمد كمال إلى أن علاج الخلافات يبدأ بوجود لغة حوار حقيقية بين الزوجين، تقوم على الاستماع الجيد، وتجنب الاتهام والتجريح، والتركيز على جوهر المشكلة لا على الأشخاص، موضحًا أن اختلاف وسيلة التواصل – سواء كانت لغة الإشارة أو الكتابة – لا يلغي أهمية الحوار الهادئ القائم على الفهم المتبادل.


الهدي النبوي في إدارة الخلاف: «لا تغضب» والتبسم يطفئ نيران التوتر

وأكد أمين الفتوى أن من أعظم الوصايا النبوية في علاج الخلافات قول النبي ﷺ: «لا تغضب»، مشيرًا إلى أن التحكم في الانفعال يفتح باب الحل، بينما الغضب يغلق كل منافذ التفاهم، لافتًا إلى أن التبسم أثناء الحوار – بنية الإصلاح لا السخرية – له أثر عظيم في تهدئة النفوس، مستشهدًا بقول النبي ﷺ:«تبسمك في وجه أخيك صدقة»، فكيف إذا كان التبسم في وجه الزوج أو الزوجة.


تحديد سبب الخلاف بدقة شرط أساسي للوصول إلى حل واقعي وقابل للتنفيذ.

وشدد الشيخ محمد كمال على ضرورة أن يحدد الزوجان سبب الخلاف بوضوح، سواء كان ماديًا، أو سلوكيًا، أو ناتجًا عن تدخلات خارجية، ثم الاتفاق على حل مشترك يراعي ظروف الطرفين، بعيدًا عن التعنت أو فرض الرأي من طرف واحد، مؤكدًا أن الحلول غير الواقعية لا تصنع استقرارًا حقيقيًا.


أسرار البيوت أمانة شرعية وإخراجها للغير يضاعف حجم الأزمة

وأشار أمين الفتوى إلى أن من أهم قواعد الإصلاح الزوجي حفظ أسرار البيت، وعدم إخراج الخلافات إلى خارج الإطار الأسري، مؤكدًا أن ما يدور داخل الحياة الزوجية أمانة يُسأل عنها الزوجان أمام الله، وأن كشف الأسرار غالبًا ما يزيد الخلاف تعقيدًا بدلًا من حله.

تدخل الآخرين غالبًا ما يعقّد الأزمة والحل الحقيقي يبدأ من داخل البيت

وحذّر الشيخ محمد كمال من الإفراط في إدخال أطراف خارجية في الخلافات الزوجية، موضحًا أن التجربة أثبتت أن هذا التدخل غالبًا ما يزيد التوتر بدلًا من إنهائه، بينما الحل الحقيقي يكون بالحوار المباشر بين الزوجين، اقتداءً بهدي النبي ﷺ في تعامله الراقي مع السيدة عائشة رضي الله عنها.


«خيركم خيركم لأهله» قاعدة نبوية تُنهي أغلب الخلافات الزوجية

واختتم أمين الفتوى حديثه بالتأكيد على أن قول النبي ﷺ: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» يمثل قاعدة ذهبية لإدارة الحياة الزوجية، مشددًا على أن الالتزام بهذه القيم النبوية كفيل – بإذن الله – بإنهاء معظم الخلافات، وإعادة المودة والرحمة إلى البيوت، مهما كانت التحديات أو طبيعة الإعاقة.