فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

رفات أحمد شوقي تنتقل إلى مكان جديد، "مقابر الخالدين" تحتضن أمير الشعراء (صور)

مقبرة أمير الشعراء
مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي، فيتو

قبر أمير الشعراء أحمد شوقي، في لحظة هادئة، بعيدًا عن الضجيج، عاد اسم أحمد بك شوقي ليتصدر المشهد، لا عبر قصيدة جديدة، بل عبر صورة لمكان يختزل الذاكرة والتاريخ.

محافظة القاهرة نشرت الصور الأولى لـ قبر أمير الشعراء بعد إعادة دفن رفاته في «مقابر تحيا مصر للخالدين» بمنطقة عين الصيرة، وهي المقابر التي أقامتها الحكومة خصيصًا لتكون مثوى أخيرًا للشخصيات التي تركت أثرًا لا يُمحى في وجدان الوطن.

قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 
قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 

لم يكن اختيار المكان تفصيلًا عابرًا، فــ «مقابر تحيا مصر للخالدين» جاءت كمشروع يحمل فكرة مختلفة، تقوم على جمع رموز الفكر والثقافة والإبداع في موقع واحد، يحفظ أسماءهم ويمنحهم مساحة تليق بتاريخهم ودورهم في تشكيل الوعي المصري.

قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 
قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 

أحمد بك شوقي لم يكن مجرد شاعر، بل شاهدًا على زمن كامل، صاغ بالكلمة ملامح عصر، وترك إرثًا أدبيًا لا يزال حاضرًا في المدارس والمسارح والكتب، بل وفي الذاكرة اليومية للمصريين.

قبر أمير الشعراء في موقعه الجديد يحتفظ بتراكيبه ذات الطراز المعماري المميز، بعد أن خضعت لعملية ترميم دقيقة بأسلوب علمي، استهدفت الحفاظ على تفاصيله الأصلية دون مساس بروحه التاريخية، وذلك بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري.

قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 
قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 

الصور التي نشرتها محافظة القاهرة لا توثق قبرًا فحسب، بل تحكي قصة انتقال، من مكان إلى آخر، ومن زمن إلى زمن، في محاولة لمد جسر بين الحاضر وتراث لا يجوز أن يُترك للنسيان.

في عين الصيرة، لم يعد شوقي اسمًا محفورًا في كتب الأدب فقط، بل حاضرًا في فضاء مفتوح، يتيح للأجيال الجديدة التعرف على رموز صنعت ثقافة هذا الوطن، وأسهمت في تشكيل هويته الفكرية.

قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 
قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 

إعادة دفن رفات أمير الشعراء لم تكن مجرد إجراء إداري، بل خطوة تحمل دلالة أعمق، تؤكد أن الدولة لا تنظر إلى التاريخ بوصفه ماضيًا منتهيًا، بل قيمة مستمرة تستحق الحفظ والتقدير.

هكذا، يستقر أحمد بك شوقي في مثواه الأخير، في مكان صُمم ليحكي الحكاية كاملة، حكاية شاعر عاش بالكلمة، وبقي أثره حاضرًا، حتى بعد الرحيل.

قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة 
قبر أمير الشعراء أحمد شوقي بمقبرة الخالدين في منطقة عين الصيرة