عادل خيري، أيقونة كوميدية صنع نجوميته في 7 سنوات ورحل بعمر 32 عاما بـ"مرض وراثي"
عادل خيري، عرف بنجم السنوات السبع، هي مدة مشواره الفني القصير، لم يسعفه القدر بسبب المرض ليقدم كل ما عنده من فن جميل، هو ابن الفنان القدير رفيق مشوار الريحاني بديع خيري، صاحب بصمة مميزة في المسرح، عُرف بعبارة "أنت سواقة “التي نادته بها ماري منيب في مسرحيته ”إلا خمسة"، رحل عام 1963.
وُلد الفنان عادل بديع خيري الشهير بـ عادل خيري ــ في مثل هذا اليوم 25 ديسمبر من عام 1931 بالقاهرة ثم التحق بكلية الحقوق تنفيذًا لرغبة والده، بدأ الفنان عادل خيري عمله الفني وهو في السنة النهائية بكلية الحقوق، وذلك بعدما اضطر والده "بديع خيري" للاستعانة به في فرقته بعدما رحل الفنان نجيب الريحاني، نجح في عمله بالمسرح لكنه لم يترك المحاماة المهنة التي أحبها وزاولها من خلال مكتبه، وكان أثناء وجوده في المحاكم يقابل من الجمهور بالضحك مما اضطره إلى ترك مهنة المحاماة حفاظًا على مصالح موكليه، وتفرغ بعدها تمامًا للفن.
زواج السبَّاحة إيناس حقي
تزوج الفنان الكوميدي عادل خيري بطلة مصر في السباحة إيناس حقي التي زاملته في الدراسة بكلية الحقوق، وعرف بالتدين والأخلاق الكريمة حتى إنه حفظ جزءًا كبيرًا من القرآن الكريم، كما عرف بتعدد المواهب فكان إلى جانب الإبداع في التمثيل يكتب الزجل ويغني أحيانًا.

بدأ عادل خيرى ممثلًا مسرحيًّا مع مسرح الجامعة، ثم اتجه إلى مسرح الريحاني عضوًا في فرقة الريحاني وكانت البداية مع مسرحية "أنا أحب حماتي" مع ماري منيب وحسن فايق، قدم العديد من المسرحيات، منها : "لو كنت حليوة، الشايب لما يدلع، إلا خمسة، كان غيرك أشطر، حسن ومرقص وكوهين، يا ما كان في نفسي، أشوف أمورك أستعجب، لزقة إنجليزي، 30 يوم في السجن، استنى بختك، اوعى تعكر دمك، الستات لبعضهم، يا ريتني ما اتجوزت، إبليس وشركاه، اللي يعيش يا ما يشوف، خليني أتبحبح يوم''، بجانب جميع أعمال نجيب الريحاني.
فيلمان فقط في حياته
بعد نجاحه في المسرح اتجه إلى السينما وقدم فيلمين فقط هما ''لقمة العيش'' مع صلاح ذو الفقار ومها صبري، و''البنات والصيف'' مع كمال الشناوي ومريم فخر الدين، لتكتفي مسيرته السينمائية بهذين الفيلمين.

أصيب عادل خيري بالمرض وهو في أوائل الثلاثينيات حيث كان مريضًا بالسكر ثم أصيب بتليف الكبد، واستمرت الحال على هذا النحو حتى تمكن منه المرض، توقف نهائيًّا عن العمل في المسرح في أواخر أيامه بعد أن ساءت حالته وأصبح مقيمًا في المستشفى بصفة مستمرة.
استعان والده بديع خيري بالفنان محمد عوض لتقديم أدواره على خشبة المسرح أثناء فترة المرض، إلى أن ملَّ من البقاء في المستشفيات وابتعاده لفترات طويلة عن جمهوره، وفي يوم كانت تعرض إحدى المسرحيات وانتظر حتى ينتهي العرض وظهر إلى الجمهور من الكواليس فضجت القاعة بالتصفيق طويلًا له، وانهمرتِ الدموع على وجنتيه متأثرًا بحفاوة الجمهور به، وبعد هذه اللحظات بأيام توفي عام 1963.
مرض السكر كتب النهاية
وتقول ابنة عادل خيري في أحد اللقاءات التليفزيونية: بيت جدي بديع خيري لم يكن سعيدًا، بل على العكس فقد كان البيت كئيبًا جدًّا، فجدي كان مريضًا بالسكر ما أدى إلى استئصال أصابع قدميه العشرة وعاش على كرسي متحرك بقية حياته، وكانت جدتي وهي قريبة جدي مريضة هي الأخرى بالسكر وفقدت بصرها قبل وفاتها بثلاث سنوات، ثم توفي والدي بعدها وعمره 32 عامًا بعد أن قضى في عالم الفن 7 سنوات فقط.