على طريقة الفراعنة، مقابر ملونة في نجع حمادي تروي قصص أصحابها وعائلاتهم (فيديو)
عند النزول إلى مقابر قرية هو التابعة لمركز ومدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، تجد المقابر ملونة بألوان مختلفة حيث تشير الألوان والرسومات إلى مكانة صاحبها من حيث الجذور ومستوى العائلة وتقواه سواء كان زاهد أو غير ذلك.
“فيتو" زارت مقابر القرية التي تعد أقدم مقبرة في تاريخ قنا وما زالت تحتفظ بطابعها المعماري الفرعوني والتي تبعث إلى الحياة الأخرى الأبدية والتي لا تشعر الكثيرين بالموت بل أننا ضيوف على تلك الحياة وسيكون لنا حياة أخرى أبدية نعيش فيها وسط تلك الألوان والرسومات.
تاريخ قرية “هو” في قلب الصحراء
قال خليفة عبد اللاه محمد، مدير إدارة تعليم الكبار سابقًا، إن مساحة مقبرة “هو” كانت حوالي 38 فدانًا وأصبحت حاليًّا تتعدي 60 فدانًا بعد التوسعات الأخيرة، وتعد هي الثانية في المساحة والكبر على مستوى الجمهورية بعد مقابر بني حسن في المنيا.
ولفت “خليفة” إلى هذه القرية كانت تسمى طيبة الصغري، وتطور أسمها الي الحالي في عام 1231 هجرية، وبها ثلاث مناطق أثرية منها المسجد العمري العتيق ومقصورة مخصصة للإله حتحور إله الحب والجمال وكان في طريق الحج ومقابر هو وهي من أجود أنواع الترب التي تحتفظ بحياة المتوفى وذلك لنظافتها وتوجد في مكان مرتفع.
مقابر لون الربيع في قنا
وتابع: "المقابر يتم تلوينها بحسب كل متوفى وحتى بناء القبر ذاته يكون للرجل على شكل جمل بينما للأنثى على شكل مربع، يكون على قبر الأنثي رسومات الفلاية والمشط والمكحلة وبينما تجد على قبر الرجل عصا أو سجادة صلاة ومسبحة إذا كان تقيًّا، وحال رسم عصا فهي توضح مدى قيمة وقدر هذا الرجل الاجتماعية وقيمة عائلته أو القبيلة".
واستكمل حديثه لــ"فيتو" أن المرأة إذا توفيت شابة يرسم على قبرها أدوات الزينة، وإذا كانت كبيرة في السن لا يرسم على قبرها أي شيء كنوع من التقدير والقيمة لها.
ولفت إلى أن لكل قبيلة وعائلة مقابر وحدها كما في المكان الذي نتواجد فيه وهو المخصص لعائلة وقبيلة الخضيرات، وهي مساحات مخصصة مثل الهمامية والحجيرات وغيرها من الأسماء التي تتجاوز 120 عائلة وقبيلة هنا.