فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عادل فتحي يكتب: الروح المصرية والكأس الأفريقية

المهندس محمد عادل
المهندس محمد عادل فتحي

تاريخ طويل وإرث ضخم يدخل به في كل مرة منتخب مصر غمار كأس الأمم الأفريقية، فعندما نشارك لا نكون مجرد رقم  في بطولة قارية، بل حاملًا لتاريخ طويل من الإنجازات، وذاكرة جماعية مليئة بالفرح والدموع واللحظات الخالدة. 

 

وقبل انطلاق مشوارنا في نسخة 2025، يدخل المنتخب الوطني المنافسات وهو أكثر حرصا وسعيا لإسعاد الجماهير واستعادة اللقب، مدعومًا بجهاز فني واعٍ، ولاعبين يدركون حجم المسؤولية، وجماهير لا تزال تؤمن بأن الحلم ممكن مهما كانت التحديات.


الدعم ومؤازرة الفريق والجهاز الفني لم يعد ترفًا أو مجاملة، بل أصبح ضرورة وفرض على كل مصري محب لبلده، فنحن كبار ونمتلك كل المقومات من جهاز فني يقوده التوأم حسام وإبراهيم حسن لديه من الوعي والوطنية والرغبة والأهم إعادة بناء الثقة بين اللاعبين أنفسهم وبين الجماهير. وهي عوامل تصنع الفارق في بطولات لا تعترف إلا بالأقوياء ذهنيًا قبل فنيًا.


وعلى أرض الملعب، يظهر جيل من اللاعبين يجمع بين الخبرة والطموح، عناصر لعبت في أكبر الدوريات، وأخرى شابة تبحث عن كتابة اسمها في سجل التاريخ. الروح القتالية باتت سلاحًا أساسيًا، ومن وجهة نظري هي العامل الأهم فالإحساس بقيمة القميص الوطني أمر ليس هينا، وهو ما يعيد للمنتخب المصري شخصيته الحقيقية التي عرفناها في سنوات المجد وكلي ثقة في رجالنا.


في قلب هذه المنظومة، يقف محمد صلاح… القائد، والقدوة، والاسم الذي أصبح رمزًا لكرة القدم المصرية في العصر الحديث. 

صلاح لا يمثل مجرد نجم عالمي يلعب في أحد أكبر أندية العالم، بل هو حالة خاصة، لاعب يعرف جيدًا ماذا يعني ارتداء قميص منتخب مصر، ويشعر بثقل الحلم الذي تحمله الجماهير على أكتافه. 

خبراته المتراكمة في البطولات الكبرى، وقدرته على حسم اللحظات الصعبة، تجعل منه عنصرًا حاسمًا ليس فقط بأهدافه، بل بروحه وتأثيره داخل غرفة الملابس.

محمد صلاح يمنح زملاءه ثقة إضافية


وجود محمد صلاح يمنح زملاءه ثقة إضافية، ويزرع الإيمان بأن الفوز ممكن مهما كانت الظروف. قائد لا يتهرب من المسئولية، ولا يختبئ في الأوقات العصيبة، بل يواجه، ويقاتل، ويُلهم.

 

 ومن هنا، تأتي الرسالة الأهم: حين يقاتل القائد، يقاتل الفريق بأكمله وكلنا أمل في قيادته مع زملائه لتحقيق الحلم فكل ما هو مطلوب القتال والاجتهاد.

محمد صلاح 
محمد صلاح 


ولأن كرة القدم لا تُلعب بالأسماء وحدها، بل بالدعم والالتفاف. هنا يأتي دور الجماهير المصرية بل الشعب المصري بأكمله، منتخب مصر في أمسّ الحاجة إلى مساندة صادقة من الجميع، إلى ثقة ووعي بأن طريق البطولات لا يخلو من العثرات.


والرسالة إلى اللاعبين واضحة وصريحة.. أنتم تلعبون من أجل شعب يعشق كرة القدم، وينتظر منكم لحظة فرح تعيد إليه الابتسامة. العبوا بروح مصر، قاتلوا حتى آخر دقيقة، اجعلوا الجماهير تشعر بالفخر مهما كانت النتيجة. الأداء الصادق لا يضيع، والتاريخ لا ينسى من بذل كل ما لديه.


أمم أفريقيا 2025 ليست مجرد بطولة، بل فرصة لإعادة التأكيد على أن منتخب مصر قادر دائمًا على العودة، وعلى المنافسة، وعلى إسعاد شعبه.

 الجهاز الفني يعمل، اللاعبون جاهزون… ويبقى الرهان الأكبر على الروح، لأن الروح المصرية حين تحضر، لا تعرف المستحيل.