فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

عطر القداسة على ضفاف غزة، الكنيسة تحيي ذكرى أسقف عاش زاهدا ورحل قديسا

الكنيسة الأرثوذكسية،
الكنيسة الأرثوذكسية، فيتو

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس بطرس الرهاوي أسقف غزة، أحد أبرز أعلام الزهد والرهبنة في التاريخ الكنسي القديم.

 

قصة القديس بطرس الرهاوي

وُلد القديس بطرس الرهاوي بمدينة الرها في أوائل القرن الثالث الميلادي، لأسرة عُرفت بالحسب والنسب، وفي سن العشرين قدمه والده إلى الملك ثاؤدسيوس ليكون ضمن حاشيته، إلا أن ميوله الروحية صرفته عن أمجاد البلاط الملكي، فاختار طريق النسك والعبادة وهو لا يزال في قلب الحياة الدنيوية.

وعُرف عنه قيامه بنقل أجساد الشهداء من بلاد الفرس، قبل أن يترك القصر الملكي ويتجه إلى الرهبنة في أحد الأديرة، حيث عاش حياة تقشف شديدة، حتى تم اختياره ورسامته أسقفا على غزة وما جاورها من القرى، وذلك دون رغبة شخصية منه، بحسب ما ترويه المصادر الكنسية القديمة.

وتذكر سيرته أن أول قداس أقامه بعد رسامته شهد حادثة فريدة، إذ فاض من الجسد المقدس دم كثير حتى امتلأت الصينية، في مشهد اعتبره المؤمنون علامة روحية فارقة في حياته الكهنوتية.

ونقل القديس جسد القديس يعقوب المقطع إلى أحد أديرة الرها، قبل أن تشهد المنطقة اضطهادات واسعة في عهد الإمبراطور مرقيان، ما دفعه للتوجه إلى مصر، حيث استقر في منطقة البهنسا، والتقى هناك بالقديس إشعياء المصري، ثم عاد لاحقا إلى فلسطين لمواصلة تثبيت المؤمنين على الإيمان الأرثوذكسي.

وتروي مصادر الكنيسة أنه خلال إحدى الصلوات، انشغل بعض الحاضرين بأحاديث دنيوية داخل الكنيسة، ولم يعاتبهم القديس، فظهر له ملاك ووبخه على صمته، في واقعة تعكس حرصه الشديد على قدسية المكان.

وسعى الملك زينون لرؤيته لما ذاع صيته، إلا أن القديس آثر الابتعاد عن مظاهر المجد الدنيوي، وانطلق إلى بلاد الغور، حيث حل عليه عيد القديس بطرس بطريرك الإسكندرية، وأثناء إقامة القداس ظهر له القديس بطرس بحسب الروايات الكنسية، وأبلغه بقرب انتقاله.

وفي ذلك اليوم، دعا الشعب ووصاهم بالثبات على الإيمان المستقيم، ثم بسط يديه وأسلم الروح، لتبقى سيرته حاضرة في ذاكرة الكنيسة كشهادة حية لحياة الزهد والتجرد والإيمان.