فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

خطب ود واشنطن أم تقزيم للدور الإيراني، لماذا صنف العراق "حزب الله" منظمة إرهابية؟

عناصر تابعة لـحزب
عناصر تابعة لـ"حزب الله"

صنفت السلطات العراقية، اليوم الخميس، "حزب الله" اللبناني كمنظمة إرهابية ضمن 24 كيانا آخر، وقررت تجميد أمواله، وفق الجريدة الرسمية العراقية.

ونشرت جريدة "الوقائع" العراقية في عددها (4848)  قرارا أصدرته "لجنة تجميد أموال الإرهابيين" برقم "61" بتاريخ 17 نوفمبر 2025، ويقضي القرار بـ"تجميد أصول الإرهابيين لـ24 كيانًا جرى تصنيفها كتنظيمات إرهابية، وكان من بينها حزب الله اللبناني المتهم بالمشاركة في ارتكاب عمل إرهابي".

وجاء القرار استنادًا إلى "قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب رقم 39 لسنة 2015، ونظام تجميد أموال الإرهابيين رقم 6 لسنة 2023، إضافة إلى قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتنظيمي داعش والقاعدة والكيانات المرتبطة بهما".

وتلزم هذه القرارات جميع المصارف والمؤسسات المالية والجهات المعنية في العراق بتجميد الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة للأسماء المشمولة، ومنع أي تعامل مالي أو مصرفي معها بشكل مباشر أو غير مباشر.

توقعات بترحيب أمريكي

وتلقى هذه الخطوة ترحيبا من واشنطن الساعية إلى تقليص نفوذ إيران وحلفائها في العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط، لحيث تتخذ مواقف مشابهة للموقف الأمريكي والذي يصنف حزب الله كمنظمة إرهابية منذ 8 أكتوبر من عام 1997".

وتعد إيران العراق عنصرا حيويا من أجل استمرار صمود اقتصادها في ظل العقوبات؛ لكن بغداد، الشريكة لكل من الولايات المتحدة وإيران، تخشى أن تقع في مرمى نيران سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للضغط على طهران، وفق "رويترز".

انتقادات عراقية للتدخلات الأمريكية في العراق

تزامن ذلك مع انتقادات وجهتها الفصائل العراقية لزيارات المسؤولين الأمريكيين المتتالية لبغداد، فبعد زيارة المبعوث الأمريكي لسوريا ولبنان توم باراك، أنهى نائب وزير الخارجية الأمريكي مايكل ريجاس محادثات مع المسئولين العراقيين في بغداد وأربيل.

وبحسب موقع "مونت كارلو"، فإن تشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة شخصية قريبة من التيار الشيعي يثير مخاوف واشنطن من عدة محاور، أهمها الخوف من أن تسمح الحكومة العراقية القادمة بوجود أنشطة لمسئولين في النظام السوري السابق لزعزعة استقرار نظام أحمد الشرع. 

التخوف الثاني، هو أن تقوم الحكومة العراقية القريبة من الفصائل في حال تشكلها بدعم حزب الله اللبناني حال اندلعت مواجهةأ وحرب ثانية بين الحزب وإسرائيل.

التيارات الشيعية تبعث رسائل طمأنة لإدارة ترامب

منذ أول انتخابات متعددة شهدها العراق في العام 2005 بعد عامين من الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أصبح رئيس الوزراء شيعيا، وهو الممثل الفعلي للسلطة التنفيذية، ورئيس الجمهورية كرديا ورئيس مجلس النواب سنيا، في العراق، بناء على نظام محاصصة بين القوى السياسية النافذة.

وفي ظل هذا النظام، سعت أطراف مهمة في الاطار الشيعي مثل نوري المالكي، وهادي العامري، وقيس الخزعلي الى تشكيل حكومة عراقية جديدة قريبة من الفصائل، واتفقت قوى الإطار الشيعي والحشد الشعبي والفصائل على مواصفات رئيس الوزراء العراقي المقبل، وأهمها ألا يتبنى سياسة إبعاد العراق عن ايران، وأن المالكي وحده هو من يستطيع نزع السلاح الثقيل الموجود بحوزة الفصائل، فيما وصف بأنه "رسالة إيجابية من المالكي باتجاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكسب دعمها في توليه رئاسة الحكومة العراقية المقبلة"، وفق وكالة "فرانس برس".

طهران وواشنطن

وبعد الخسائر التي منيت بها منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في 2023، تسعى طهران للإبقاء على مكتسباتها في العراق، وأبرزها الحفاظ على السوق العراقية المفتوحة أمام منتجات اقتصادها المنهك بسبب العقوبات.

وفي المقابل، تسعى واشنطن إلى إضعاف نفوذ إيران من خلال الضغط على العراق لنزع سلاح الفصائل التي تصنّف العديد منها "إرهابية"، رغم حصولها على مقاعد في البرلمان العراقي.